كشف مصدر ديبلوماسي جزائري ان لقاء السراج وحفتر بباريس تم بطلب من تونس ومصر والجزائر، بعد تنافس بين الدول الثلاثة على احتضان اللقاء بشكل كاد ان يعصف بلقاء الشخصيتين، واكد ان السراج و حفتر تمسكا كل منها بموقفه من مكان عقد اللقاء في البلدان الثلاثة ليتم الاجماع على ان يكون اللقاء خارج الدول الثلاث بباريس. و اوضح مصدر ديبلوماسي جزائري في حديث ل"الجريدة"، ان لقاء رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، و اللواء خليفة حفتر، كان بعلم الجزائر و تونس و مصر، مضيفا ان التحضير للاجتماع تم بين مسؤولي الدول الثلاثة، بعد ان ابدى كل طرف رغبته في استضافة اللقاء، كما تمسك السراج و حفتر بموقفه من مكان عقد الاجتماع، حيث فضل السراج الجزائر و تونس، بينما رغب حفتر في ان يكون اللقاء بمصر، الامر الذي هدد بنسف اللقاء. و ابرز المتحدث ان لقاءات جمعت بين مبعوثي خليفة حفتر و فايز السراج و مسؤولين تونسيين وجزائريين ومصريين، في اطار التحضير للقاء الرجلين، غير ان تنافس الدول الثلاثة على استضافة اللقاء وموقف الشخصيتين الليبيين اجل الاجتماع في عديد المرات، الى غاية الاتفاق على مكان اخر وكانت العاصمة الفرنسية المكان الانسب بعد تدخل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي ابدى استعداده لرعاية اللقاء، واشار الى ان لقاء باريس سبقه عدة اجتماعات عرفتها القاهرةوتونسوالجزائر مع مسؤولين فرنسيين، وأبرز المصدر انه تم الاتفاق على ان يكون في تونس منذ البداية، على اعتبار ان الرئيس التونسي قايد السبسي، صاحب المبادرة والاجتهاد، غير ان دخول القاهرة و الجزائر على الخط قلب الحسابات، ليطلب الرئيس السبسي ان يكون اللقاء خارج الدول الثلاثة و تم الاتفاق على باريس الفرنسية. وحاولت بعض الاطراف استغلال لقاء حفتر و السراج بباريس للتشكيك في مجهودات دول الجوار على ان الدول الثلاثة قامت بمجهودات جبارة من اجل جمع الرجلين لتخطف باريس الكعكة من بين الايدي، وبلغت درجة التشكيك لافشال اللقاء حد الحديث عن تهديد الجزائر للواء حفتر، غير ان وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، ابطل كل التأويلات وقال إن الجزائر تقف على نفس المسافة مع الأطراف الليبية وتؤيد الجهود الرامية إلى تسوية النزاع في إطار مبدأ عدم التدخل في شؤون ومواقف الأطراف المتنازع، وتابع ان الجزائر تسعى منذ بداية الاقتتال في ليبيا إلى إيجاد مدخل لحل توافقي لحلحلة الأزمة الليبية وجندت زيادة على هذا إمكانيات مادية وبشرية كبيرة لمواجه خطر تسلل إرهابيين من ليبيا إلى داخل حدودها، وأكد ان الجزائر تحتفظ بمبدأ تسوية النزاع دون التدخل في الشؤون الداخلية للأطراف المتخاصمة في ليبيا. كما تحدث وزير خارجية تونس، خميس الجينهاوي، واوضح ان تونس على مسافة واحدة مع كل الاطراف، وتواصل جهودها مع اللواء حفتر ورئيس الحكومة فايز السراج، لايجاد حل للازمة التي تعصف بليبيا. وعلمت "الجريدة" من مصادر ديبلوماسية جزائرية ان اللقاء بين حفتر و السراج، لم يخرج عن النقاط التي تم الاتفاق حولها بين العواصم الثلاثة والسلطات الفرنسية، واولها التوصل إلى تسوية سياسية تحت إشراف الأممالمتحدة تجمع مجمل الأطراف الليبيين، وبناء دولة قادرة على تلبية الحاجات الأساسية لليبيين، وتشكيل جيش نظامي موحد تحت إشراف السلطة المدنية، لضبط الأمن في الأراضي الليبية وحدودها ولمكافحة المجموعات الإرهابية وتهريب الأسلحة والمهاجرين وأيضا من أجل العودة إلى حياة مؤسساتية مستقرة. أنس الصبري/ عضو باحث بالمركز الاوروبي لدراسات محاربة الارهاب و الاستخبارات بألمانيا