رد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على دعاة تنحيته من منصبه، و اجراء انتخابات رئاسية مسبقة، بعد ان استقبل الوزير الأول الروسي دميتري مدفيديف، غير ان جهات مسؤولة كشفت عن انزعاج بعض العواصم الغربية من التصرف الجزائري، بعد ان تم تأجيل زيارات لرؤساء حكومات الى الجزائر تحت تبرير الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة. شاهد الشعب الجزائري رئيسه عبد العزيز بوتفليقة وهو يتحدث مع رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، بالجزائر العاصمة، في مشهد وصفه المتابعون بأنه صفعة موجهة للشخصيات والأطراف التي تدعو الى اقالة الرئيس بوتفليقة، وتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، بسبب الوضع الصحي للرئيس الذي لا يسمح له بممارسة مهامه، معتمدين في ذلك على نص الدستور، و اعتبر المحلل السياسي الجزائري عبد الرحمن دحمان، ل"الجريدة"، ان جماعة الرئاسة ردت على بيان الشخصيات الثلاثة التي طالبت الشعب بضرورة التحرك لاقالة الرئيس بوتفليقة و تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، و تابع ان الجزائر تعرضت لضغوط خارجية بعد ارتفاع أصوات الداعين الى انتخابات رئاسية، و التي طالبت الرئيس بالظهور امام الشعب، مبرزا ان مجموعة الرئاسة عرفت كيف تمتص الضغط الداخلي و الخارجي و قررت اظهار الرئيس في جلسة استقبال للوزير الأول الروسي. بالمقابل، وفي الوقت الذي تمكنت جماعة الرئاسة من اسكات الأصوات الداخلية والخارجية بخصوص الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، ظهرت ازمة جديدة قد تطفو الى السطح خلال الأيام المقبلة، بعد ان عبرت عدة عواصم غربية عن انزعاجها من التصرف الجزائري، و قال المحلل السياسي، عبد الرحمن دحمان، ان برلين، طهران، مدريد و عواصم أخرى، احتجت بعد رفض السلطات الجزائرية لطلبات لقاء الرئيس بوتفليقة، تحت تبرير مرض الرئيس، و أشار الى ان الرئاسة الجزائرية طلبت رسميا من الحكومة الألمانية تأجيل زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الجزائر، التي كانت مقررة يومي 20 و21 فيفري الماضي، بسبب التهاب حاد للشعب الهوائية تعرض له الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، و نفس التصرف تم مع تأجيل زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني كانت مقررة في 12 مارس الماضي، كما لم يستقبل بوتفليقة وزير الداخلية الفرنسي السابق برونو لورو، ووزير خارجية إسبانيا ألفونسو داستيس، اللذين زارا الجزائر، بالإضافة الى الرئيس الفنزويلي مادورو الذي أدى زيارة دولة إلى الجزائر دون أن يحظى بإستقبال من الرئيس الجزائري. و بحسب دحمان، فان عديد الرؤساء الغوا زياراتهم الى الجزائر بسبب مرض الرئيس بوتفليقة، و من بينهم رؤساء مصر، فلسطين، النيجر، جنوب إفريقيا، الصين، تركيا، تونس، بالإضافة الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي كان من المقرر ان يزور الجزائر في أكتوبر الجاري، و شدد ان ظهور الرئيس بوتفليقة مع الوزير الأول الروسي، اغضب هذه الدول التي أبلغت السلطات الجزائرية عدم رضاها عن التعامل بمكيالين، و قال انه من المنتظر ان تشهد الجزائر ضغوطا من الخارج تعبيرا عن الانزعاج الذي خلفه ظهور الرئيس بوتفليقة مع الوزير الأول الروسي.