غيرت الولاياتالمتحدةالامريكية من سياستها الأمنية الخارجية بعد ان صادق الرئيس دونالد ترامب، على وثيقة "تفويض سرية" يمنح بموجبها وكالة الاستخبارات المركزية وقيادات القوات العسكرية تنفيذ مهام وهجمات واسعة ضمن حملة مكافحة الإرهاب دون وضع قيود ميدانية أو الرجوع للمراتب الأعلى لاتخاذ القرار المناسب، وتشمل استخدام طائرات دون طيار، وشن غارات، ونصب كمائن، وتنفيذ عمليات سرية حول العالم، بما فيها دول شمال افريقيا ومنطقة الساحل. و ذكرت مصادر جزائرية مطلعة ل"الجريدة"، ان السلطات الجزائرية فتحت قنوات اتصال واسعة مع نظيرتها الامريكية، تخص التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف قوات أمريكية بالنيجر، مخلفا مقتل 4 جنود من وحدات القبعات الخضراء، أكتوبر الماضي، واحدث صدمة داخل البيت الأبيض ومبنى الكونغرس. و أوضح ان اقدام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على اتخاذ إجراءات تندرج ضمن اطار محاربة الإرهاب، دون التنسيق مع الدول المعنية، دفع الجزائر الى الإسراع في معرفة النوايا الامريكية خاصة ان الجزائر تعرف من حين لاخر عمليات إرهابية، و أيضا تواجد عديد الشركات الامريكية البترولية في صحراءها، مشيرا الى ان التواصل مستمر بين الجزائر و واشنطن لتحديد سبل التنسيق في هذا المجال تجنبا لاي انزلاق قد يحدث شرخا في مواقف الجزائر داخليا و خارجيا. وكشف المتحدث ان الكونغرس منح السلطة الرئاسية صلاحيات غير مقيدة لإرسال قوات ومعدات عسكرية أينما تراه ضروري دون الحاجة للمرور على الكونغرس، وقال ان ما حدث في النيجر ويحدث في منطقة الساحل، أدى بواشنطن الى استصدار تفويض جديد، يسمح بالتدخل الأمريكي في المنطقة دون الرجوع الى سلطات البلد المعني، تحت غطاء محاربة أعداء الوطن. ودأبت الإدارات الأميركية المتعاقبة منذ عام 2001 على زيادة المخصصات المالية للأجهزة الأمنية والبنتاغون لتعزيز الأمن الداخلي، فاقمها الإنفاق الهائل على حروبها في العراق وأفغانستان، والآن سوريا ودول الساحل الإفريقي دون استثناء الأراضي العربية الأخرى في الصومال وليبيا واليمن. وتتخوف الجزائر من أن تشملها الإجراءات الامريكية وهي التي ترفض تواجد قوات اجنبية على أراضيها، غير ان التحول الذي احدثه هجوم النيجر، يجعل من تواجد قوات المارينز في المنطقة ضروري وفق اعتقاد واشنطن، وانه لا حاجة لاشراك الدول المعنية.