تتجه الجزائر الى التدخل العسكري في ليبيا ومنطقة الساحل، في خطوة يصنفها المراقبون ضمن التحولات الاستراتيجية للجيش الجزائري، وهو ما يضع الجزائر امام مفترق الطرق بسبب معاناتها من ازمة مالية واقتصادية خانقة، كما يعيد الحديث عن قواعد عسكرية في المنطقة كانت بالأمس القريب تكافح من اجل منع اقامتها، واخرها ما حدث مع تونس خلال زيارة السبسي الى واشنطن. وكشف مصدر أمني جزائري مطلع ل"الجريدة"، عن طلب تقدمت به الولاياتالمتحدةالامريكية الى السلطات الجزائرية يتمحور حول مشاركة الجيش الجزائري في عمليات عسكرية مشتركة مع الجيش الأمريكي يستهدف الجماعات الإرهابية في جنوب ليبيا و منطقة الساحل، و تابع ان الطلب جاء بالتوازي مع بعض الضغوطات التي تمارسها واشنطن على الجزائر و الخاصة بالمجالات الاقتصادية و السياسية، مشيرا الى ان لجوء واشنطن الى الجزائر جاء ردا على تحييد باريس للجزائر و منعها من المشاركة في المخطط التي وضعته فرنسا في منطقة الساحل. و أوضح المصدر ان فرنسا استبعدت الجزائر من تحركاتها الإقليمية في منطقة الساحل، و جعلتها خارج ما يتم التحضير له في المنطقة التي كانت تعتبر الى وقت قريب منطقة نفوذ الجزائر خاصة مالي، و قال ان ما دفع واشنطن الى التقرب من الجزائر بطلب تشكيل قوة عسكرية مشتركة، هو رفض الولاياتالمتحدةالامريكية لمقترح فرنسي بتقديم دعم مالي لقوة عسكرية من 5 دول و هي مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينافاسو وتشاد، تتكون من 5 الاف عسكري، و واصل ان الجزائر تدرس الطلب بجدية خاصة في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في النيجر، مالي و ليبيا. وأضاف المصدر الجزائري ان قيادات عسكرية من الجيش والاستخبارات، على رأسهم منسق المصالح الأمنية الجزائرية، اللواء عثمان طرطاق، التقوا خلال الأيام الماضية، مسؤولين أمريكيين بالجزائر العاصمة لمناقشة موضوع قوات الساحل التي تريد إنشاءها فرنسا، وكيفية الرد على الخطوة بتشكيل جبهة عسكرية أمريكية جزائرية تعمل على مواجهة المخاطر الإرهابية، موضحا ان واشنطن طلبت الاستعانة بخبرة الجيش الجزائري في تنفيذ عملية عسكرية موسعة في النيجروجنوب ليبيا على الحدود مع الجزائروتونس. من جانبه، اكد المحلل السياسي كمال بن وليد، في تصريح ل"الجريدة"، أنه رغم ان ليبيا تعتبر عمق أمني استراتيجي للجزائر، غير انه لا اظن ان الجزائر تستجيب للطلب الأمريكي، و لن تقبل بخروج قوات الجيش تحت أي ظرف إلى ليبيا او منطقة الساحل، لأسباب أدستورية على اعتبار ان الدستور الجزائري يمنع تواجد قوات الجيش الجزائري خارج الحدود، موضحا ان واشنطن تهتم بمصالحها و لا تبالي بالدول الأخرى، و قال ان الولاياتالمتحدةالامريكية تحاول استغلال الجزائر للرد على التواجد الفرنسي في منطقة الساحل. وحذر المتحدث من مغبة التفاعل مع التصريحات الامريكية التي تتحدث عن الخبرة التي يملكها الجيش الجزائري في مكافحة الجماعات الإرهابية، سواء من حيث استقاء المعلومة وتتبعها وترصدها، وان واشنطن مهتمة بهذه التجربة، مشيرا الى ان واشنطن تسعى لاستدراج الجزائر في مستنقعات الفوضى استعدادا لإقامة قواعد عسكرية أمريكية في جنوبالجزائر.