قال رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربيّة، "لا يوجد بلد في العالم يُظهر فيه الناس والسلطة لامبالاة واحتقارًا للغتهم الوطنية قدر تونس اليوم"، مستنكرا أن تُعدّ الفصحى لغة رسمية، في حين "لا قانون واحد يحميها أو يفرضها كما يفعلون في كندا وتركيا وروسيا وكل بلد يحترم تراث أبائه وأجداده". وأعرب المرزوقي، في تدوينة نشرها مساء أمس الاثنين على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، عن سخريته بالاحتفاء الباهت باللغة العربية في تونس يوم عيدها العالمي، قائلا إنّ "الاحتفال به في تونس كالاحتفال بعيد الثورة في قصر قرطاج"، مستطردا في تهكّمه على من يدّعي الدفاع عن اللغة الوطنية بقوله "من حسن الحظّ أنّ لنا هذا الكمّ الهائل من البرلمانيين المحسوبين على الهوية العربية الإسلامية، وإلا كيف كان سيؤول إليه الوضع!". كما استدلّ على غياب أدنى احترام للغة الوطنيّة بتقديم أمثلة على ذلك من الحياة اليومية في البلاد، قائلا: "انظروا للمعلقات الإشهارية.. انظروا للافتات، لواجهات المحلات والشركات في كلّ الشوارع وعلى حافتي الطريق السريعة.. أنظروا لما يُكتب في صفحات التواصل.. استمعوا لهم في الإذاعات والتلفزيونات"... وأنهى رئيس الجمهوريّة السابق تدوينته بالقول: "لك الله في هذه الأرض يا لغة الضاد.. لك أبنائك وبناتك المخلصين الذين سيعيدون لك سؤددك في تونس.. لك عشاقك والمغرمين بك إلى حد النخاغ الذين سيواصلون سقاية شجرتك الباسقة على مرّ القرون على خطى الحصري وابن خلدون وابن منظور والشابي"، مُعربا عن يقينه بزوال ذلك بقوله "ولا بدّ للّيل أن ينجلي".