قال السفير التركي لدى تونس، عمر فاروق دوغان، اليوم الخميس 16 أوت 2018، في حوار أجرا مع وكالة الأناضول، على هامش مشاركته في مؤتمر السفراء المنعقد بأنقرة، إن تونس منضمة لجميع المكونات التجارية في القارة السمراء، وأنه بإمكان المستثمرين الأتراك تحقيق مكاسب كبيرة في حال اغتنامهم فرصة الانفتاح على إفريقيا من خلال تونس. وأضاف السفير التركي، أنه في حال اغتنم المستثمرون الأتراك فرصة الانفتاح على القارة الإفريقية عبر تونس، فإنهم سيحققون فرصة الوصول إلى ملايين السكان بالمغرب العربي في المرحلة الأولى، وإلى 1.2 مليار نسمة في المرحلة الثانية، ضرورة قيامنا باستثمارات واسعة في تونس، ومشاركتنا في المزيد من المناقصات فيها. وذكر أن مشاركة المستثمرين الأتراك في مناقصات الطرق، والجسور، والطاقة والإنشاءات في تونس، ستساهم في تطوير العلاقات بين البلدين، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تحوّل تونس إلى مركز لوجستي هام على الطريق الواصل إلى إفريقيا. وحذّر دوغان من محاولات الغرب لعرقلة تطوّر علاقات البلدين، لإدراكهم بأن نهضة ونمو تونس ستشكّل نموذجاً لباقي الدول الإفريقية. ولفت إلى وجود تشابه بين تركياوتونس، مستدلاً على ذلك بدفاع الشعب التونسي عن وطنه وقيمه خلال 'ثورة الياسمين'، والملحمة التي سطرها الشعب التركي ضد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد. وبيّن السفير التركي أن من أهم أسباب نجاح تونس في تحقيق الاستقرار منذ ثورة الياسمين سنة 2011 وحتى الآن، هو عودتها إلى قيمها وهويتها عبر نهضتها ونموها، وامتلاكها استقلالها الاقتصادي. واختتم المسؤول التركي تصريحاته بالتأكيد على اعتزام البلدين مواصلة تطوير علاقاتهما والتركيز بشكل خاص على النقاط المشتركة بينهما، وسعي بلاده لمساعدة الشعب التونسي في التخلص من تأثير القوى الغربية الأخرى، لتكون تونس نموذجاً لغيرها في النهضة السياسية والاقتصادية. وحول العلاقات التركية التونسية، قال دوغان إن العمق التاريخي للعلاقات بين البلدين، يمتد إلى عهود قديمة جدًا. وأوضح أن مهد العلاقات يعود إلى عملية القائد البحري العثماني طورغوت ريّس التي استمرت 3 سنوات، والتي أدت إلى تخليص جزيرة جربة التونسية من القراصنة سنة 1564 للميلاد. وأفاد بأن المساهمات التركية من أجل نهضة تونس وإعادة هيكلتها، استمرت حتى الاحتلال الفرنسي لها سنة 1881. وأكد استمرار العلاقات السياسية، والاقتصادية، والثقافية والاجتماعية بين البلدين في أبعاد وجوانب عدة، مستدلاً على ذلك بالأنشطة الفعالة والمكثفة في تونس لكلّ من وكالة التعاون والتنسيق التركية ، ومعهد يونس إمره الثقافي، وشركة الخطوط الجوية التركية، ووقف المعارف التابع لوزارة التربية التركية. وأكد دوغان،على أن تونس تتمتع بمكانة استراتيجية في المنطقة، مضيفاً أنها مركز لوجيستي هام من حيث تصدير البضائع والخدمات إلى دول إفريقيا الصحراء وجنوب الصحراء، معتبرا أن تونس الدولة المركزية في منطقتها من الناحية السياسية والعلاقات التجارية. واعتبر السفير التركي أن تونس تعدّ "نموذجاً لباقي الدول الإفريقية بفضل سكانها أصحاب العلم والمعرفة، ومجتمعها المدافع عن بلده وقيمها الوطنية، في تصريحه للأناضول.