أصدرت حركة النهضة اليوم الاثنين 14 جانفي 2019 بيانا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثامنة للثورة وجاء فيه: يُحيي الشعب التونسي غدًا الإثنين الذكرى الثامنة لثورة 17 ديسمبر- 14 جانفي المجيدة، وفِي ذاكرة أبناء شعبنا فصول من بطولات شباب تونس ونسائها ورجالها الذين صمّموا على إزالة نظام الفساد والاستبداد فكان لهم ما أرادوا بفضل الله تعالى وبفضل تضحيات شبابٍ بَررةٍ لم يتردّدوا في بذل أرواحهم من أجل الحرية والكرامة وفِي مقدّمتهم محمد البوعزيزي رحمه الله. إن إسقاط نظام الاستبداد والفساد ملحمةٌ تونسيةٌ أدخلت بلادَنا نادي الدول الحرّة، ومكّنت شعبنا من إبداع تجربةٍ في الانتقال الديمقراطي قامت على نهج الحوار والتوافق والشراكة، وأرستْ دعائم الديمقراطية وتقاليدها وشروطَها، وضمِنتْ الحريات، وحظِيتْ بتقدير إقليمي ودولي كبير. واليوم، وبعد ثماني سنوات على نجاح ثورة الحرية والكرامة، ورغم الصعوبات والمخاطر، لا يزال الاستثناء التونسي قائمًا، ولا يزال كفاح شعبنا من أجل تثبيت مكاسبه مستمِرّاً. ولكنّ عَظَمةَ المكاسب السياسية التي تحققت لم تحجبْ عن التونسيين الحاجة الملحّة لاستكمال الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والتنموية للثورة، كما لم تحجب التحديّات التي تواجه بلادَنا. وإنّ حركة النهضة إذ تشارك شعبها إحياء ذكرى ثورتنا المباركة فإنها : 1- تترحّم على أرواح شهداء ثورة الحرية والكرامة وكل الذين بذلوا دماءهم طيلة سنوات الاستبداد من أجل استرجاع كرامة شعبنا العظيم وحريّته، وتُحيّي كلَّ مَن ناضل ضد الاستبداد من الأجيال المتعاقبة. 2- تدعو الى حوار وطني اقتصادي واجتماعي شامل يجمع كل القوى الوطنية، السياسية منها والاجتماعية، لمعالجة الصعوبات والمشاكل الاقتصادية وتوفير المُناخ الملائم لتحقيق الانتقال التنموي الاقتصادي والاجتماعي. 3- تؤكد الحاجة الملحّة للتوصّل الى التهدئة الاجتماعية وإيجاد حلول توافقية بين الحكومة واتحاد الشغل تلبِّي المطالب الشرعية للشغّالين وتُراعي إمكانيات الدولة وصعوباتها المالية وتدرأ احتمالات الصراع والتصادم، كما تدعو الحكومة إلى بذل كل الجهود الممكنة من أجل منع تأزم الوضع الاجتماعي عبر تحسين القدرة الشرائية للمواطنين ومقاومة التهريب وغلاء الأسعار والاحتكار. 4 - تُشيد بدور رئيس الجمهورية في سعيه لتجنّب استفحال الأزمة الاجتماعية عبر تقريب وجهات النظر بين الفرقاء كما تثمّن تأكيده على انجاز الاستحقاقات الانتخابية في آجالها الدستورية. 5 - تجدّد دعمها الكامل للمؤسستين الأمنية والعسكرية في جهودهما الموفّقة لمقاومة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين وتؤكد أنّ شعبنا سينتصر في هذه الحرب بإذن الله. 6 - تدعو كل الأطراف السياسية الى التسريع بإنجاز التوافقات الضرورية لاستكمال إرساء الهيئات الدستورية وفِي مقدّمتها المحكمة الدستورية والهيئة المستقلّة للانتخابات. 7 - تثمّن دور هيئة الحقيقة والكرامة وتدعو إلى استكمال مسار العدالة الانتقالية وفق ما ينصّ عليه القانون وبما يمنع عودة الاستبداد ويحقق جبر ضرر الضحايا في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية بعيدًا عن الانتقام والتشفّي. 8 - تدين الحملات الإعلامية المضلّلة، والمنافسة الانتخابية غير الشريفة والقائمة على الكذب والتشويه وابتزاز القضاء والضغط عليه، وتؤكد الحاجة للارتقاء بالمشهد السياسي والاعلامي بما يدعم ثقة شعبنا في دولته ومؤسساته وبما يجدّد ثقته في النخب السياسية ويدفع التونسيين إلى الإقبال على العناية بالشأن العام والمشاركة في الانتخابات. 9 - تؤكد دعمها لقضايا التحرّر في العالم وفِي مقدّمتها حق الشعب الفلسطيني الثابت في الحرية وفي بناء دولته المستقلّة وعاصمتها القدس، كما تدعو إلى حقن الدماء العربية وإيجاد حلول سلمية في ليبيا وسوريا واليمن.