اتهمت روسيا الغرب ب "العمى" حيال سوريا وبالسعي إلى ابتزاز موسكو بشأن هذا الملف في الوقت الذي سقطت فيه قذيفة هاون أطلقها مقاتلون معارضون في حرم السفارة الروسية وسط دمشق. ومع قرب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتواصل الاتصالات بغية استصدار قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن تدمير الترسانة الكيمياوية السورية بحلول منتصف العام 2014، تستمر روسيا على موقفها الرافض لتضمين هذا القرار أي تلويح باستخدام القوة، وهو ما يسعى إليه الغرب. وقال وزير الخارجية الروسي ''سيرغي لافروف''، الأحد، إن "شركاءنا الأميركيين بدأوا يمارسون الابتزاز معنا، ويقولون إنه اذا لم تدعم روسيا قرارا في مجلس الأمن على أساس الفصل السابع، فإننا سنوقف العمل في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية". أضاف "إن شركاءنا يعميهم الهدف الإيديولوجي بتغيير النظام (السوري)"، في حين تسعى روسيا الى "حل مشكلة الأسلحة الكيمياوية في سوريا". واشار ''لافروف'' إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي أعلنت السبت تسلمها من دمشق لائحة كاملة بترسانتها، "على وشك اتخاذ قرار" حول سوريا، لكن العملية مهددة بسبب "الموقف المتصلب لبعض الشركاء الغربيين". وأضاف "إنهم بحاجة إلى الفصل السابع الذي ينص، في حال انتهاك القوانين الدولية، على اجراءات قمعية بما فيها عقوبات وامكانية اللجوء الى القوة". وألمح ''لافروف ''إلى استعداد بلاده لإرسال قوات إلى سوريا في إطار وجود دولي لتوفير أمن عمل الخبراء في مواقع الاسلحة الكيميائية، قائلا "نحن على استعداد لإشراك عسكريينا، الشرطة العسكرية، في هذه الجهود". ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" عن مصدر في السفارة تأكيده "سقوط قذيفة هاون على أرض السفارة الروسية بدمشق دون وقوع ضحايا"، مشيرا الى أن "السفارة تعمل بشكل طبيعي". وتتألف السفارة من مبنى ضخم وباحة واسعة محاطة بسور إسمنتي مرتفع. وتتخذ السلطات السورية إجراءات أمنية مشددة في محيط السفارة الواقعة في منطقة سكنية تضم عددا من المقرات التابعة للأجهزة الأمنية. والسفارة الروسية هي واحدة من بعض البعثات الديبلوماسية الأجنبية التي ما زالت موجودة في دمشق، بعد إغلاق غالبية الدول الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية، ممثلياتها في دمشق منذ بدء النزاع السوري منتصف مارس/آذار 2011.