تسببت أزمة كورونا، بتفجر أزمة سياسية بين الرئاسات الثلاث في تونس (رئيس البرلمان ،رئيس البلاد ورئيس الحكومة) ، بسبب تنازع للصلاحيات وخلافات حول الإجراءات التي يجب اتخاذها للحد من انتشار الفيروس . وانكشف الصراع بين رئيس البرلمان،راشد الغنوشي ، ورئيس البلاد ،قيس سعيد، ورئيس الحكومة ،إلياس الفخفاخ ، بعد أن حاول الرؤساء الثلاث تكذيب ما يُنشر حول حدة الخلاف بينهم. واخرجت التوصيات التي اقترحها البرلمان على الحكومة، لمواجهة كورونا هذه الخلافات إلى العلن، خاصة بعد أن رفض رئيس الحكومة الياس الفخفاخ الحضور في جلسة بالبرلمان، وأصدر رئيس البلاد بيانا ،على إثر لقائه بالفخفاخ ،طالب فيه بالتزام كل سلطة بصلاحياتها. ورد على هذا البيان، النائب الاول لرئيس البرلمان، طارق الفتيتي، بالتأكيد على أن الشعب التونسي انتخب نواب البرلمان للدفاع عن مصالحه في مثل هذه الأزمات. وكذّب طارق الفتيتي ، في تدوينة نشرها على صفحته في فيسبوك ،ما قاله رئيس الحكومة الياس الفخفاخ بأنه قام بالتنسيق مع رئيس البرلمان، قبل الإعلان عن إجراءات الحد من انتشار فيروس كورونا أمس. واتهم الفتيتي رئيس الحكومة ب"المغالطة وبالتعالي واحتقار البرلمان" عندما رفض حضور اجتماع مع مكتب المجلس ورؤساء الكتل وأعلمهم بذلك عبر الهاتف. واعتبر الفتيتي أن هذه الطريقة فيها "الكثير من الاحتقار للبرلمان"، مذكّرا بأن البرلمان يمكنه سحب الثقة من الحكومة في اي وقت. وعلق الفتيتي على بيان الرئيس قيس سعيد، الذي تحدث فيه عن ضرورة التزام كل سلطة بصلاحياتها، قائلا "الفقرة الأخيرة من بيان الرئاسة نسفت تاريخ مؤسسة رئاسة الجمهورية التونسية وعراقتها وبرتوكولها فكيف تقوم باعلام بقية دول العالم بخصومة داخلية بين السلطة التنفيذبة والتشريعية؟ أليس هذا شأن داخلي وقد تربينا على عدم نشر غسيلنا ؟". وختم الفتيتي التدوينة قائلا:" في الأخير أطالبكم أنتم قيس سعيد وإلياس الفخفاخ وراشد الغنوشي بصفتكم رؤساء السلط العليا في الدولة أن تتجاوزوا خلافاتكم وان تجتمعوا في اقرب الآجال لتقرروا معا مستقبل هذا الشعب وتعلنوا عن قرارات جريئة وتظهروا على الاقل في صورة جماعية مع بعضكم الثلاثة لتعطوا على الأقل بصيص امل يطمئن هذا الشعب المسكين…" وعلق نائب البرلمان عن حزب قلب تونس ،أسامة الخليفي، على بيان الرئيس قيس سعيد ،الذي انتقد فيه البرلمان، في تدوينة نشرها على صفحته في فيسبوك. وجاء في تدوينة أسامة الخليفي" ما اقترحه نواب البرلمان في شكل توصيات للحكومة، أعلن عنه الرئيس الفرنسي ، ايمانو يل ماكرون.." وأضاف الخليفي "يقودونهم إلى الجنة بالسلاسل ومع ذلك سنواصل ولن نبخل على هذا الشعب بالدفع نحو الحل ونحو الوحدة الوطنية ". الجدير بالذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيد ،أصدر بيانا أمس بعد لقائه رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ وقال البيان إنه "تم التأكيد خلال اللقاء على ضرورة تكامل عمل مؤسسات الدولة لخدمة المواطنين واحترام كل سلطة اختصاصاتها دون تداخل أو تضارب أو مضاربات سياسية" بحسب عبارة البيان. ومثلت هذه الفقرة من البيان المقتضب الذي نشرته رئاسة الجمهورية على صفحتها على "فيسبوك" إشارة واضحة إلى "انزعاج" رئيس الجمهورية قيس سعيد من مبادرة رئيس البرلمان راشد الغنوشي الذي عقد لقاء لمكتب المجلس وأعلن اتخاذ سلسلة من الإجراءات لمواجهة انتشار فيروس كورونا.