شهدت تونس، بعد يومين من تسلم حكومة هشام المشيشي مهامها، عملية ارهابية، (الأحد 6 سبتمبر 2020)، تمثلت في تعرض عوني حرس وطني إلى عملية دهس من طرف 03 إرهابيين بواسطة سيارة على مستوى مفترق أكودة القنطاوي سوسة أسفرت عن استشهاد الوكيل سامي مرابط وإصابة الوكيل رامي الإمام والقضاء على الإرهابيين الثلاثة. هذه العملية الإرهابية أثارت تساؤلات من حيث توقيتها ومكانها وتزامنها مع انطلاق مشوار الحكومة الجديدة، كما جعلت رئيس الحكومة هشام المشيشي أمام أولى التحديات وهي التحديات الأمنية التي تواجهها تونس والتي تعاني من تفاقم الأزمة الاقتصادية واحتقان الوضع الاجتماعي.. مراقبون ونشطاء التواصل الاجتماعي وصفوا التزامن بين انطلاق عمل الحكومة الجديدة والعملية الإرهابية "بالغريب" وربما يحمل في مضمونه رسائل مشفرة للحكومة، لكن المشيشي وهو وزير الداخلية السابق، قال إن الارهابيين أخطأوا العنوان مرة اخرى وواجهت رسائلهم اسود من مختلف التشكيلات الامنية على اعلى درجات اليقظة والاهبة والجاهزية، حيث تم القضاء عليهم في بضع دقائق وان المؤسسة الامنية التي تلقى دائما معاضدة من المواطنين، تبقى سدا منيعا في مواجهة الجراثيم الارهابية. وفي هذا الإطار اعتبر الخبير الأمني علي زرمديني أن العملية الارهابية تتضمن رسالة ككل عمل إرهابي وكانت موجهة للشعب التونسي والحكومة والرأي العام الداخلي والعالمي ومفادها بأن الإرهاب مزال قائما في تونس لكن ليس بالصورة المروج لها، فهي رسائل معنوية بالأساس داخليا وخارجيا مع ما تشهده بلادنا من توتر سياسي يجعل الجماعات الإرهابية تستغل الظرف فتتحرك فيها نزعة الإرهاب.. واشار زرمديني في تصريح لموقع الجريدة، الى تعزز الإرهاب على المستوى الإقليمي من خلال حضور قاعدة تنظيم داعش في ليبيا ونقل عدد كبير من العناصر من بؤر التوتر إلى ليبيا وتوزع الخلايا الارهابية على مستوى التراب التونسي..كخلية الفرقان في الساحل والتي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في وقت سابق وقد تكون وراء الاعتداء، خاصة وأنها هي التي كانت وراء هجمات السنوات الأخيرة في سوسة اهم وجهة سياحية في تونس..الى جانب خلية مريم في الوطن القبلي ...وغيرها في الجنوب وهي خلايا عنقودية تعيش وتستمر. وحول تزامن العملية مع بداية مشوار الحكومة الجديدة وانطلاق عملها منذ يومين، قال الخبير الأمني إنه تزامن على الصدفة ومضمون الرسالة هو محاولة ارباك عمل الحكومة رغم أنها ليست أمام واقع جديد لأن الإرهاب منذ 2011 والدولة متواصلة والمواطن أصبح يدرك معنى الإرهاب ويقاومه بنزعة الثأر ومقاومة الداء بالداء والمشيشي كان وزيرا للداخلية ويدرك جيدا الواقع الأمني والوضع العام في البلاد.