الخريف هو عبارة عن فروقات في درجات الحرارة بين اليابسة والماء، ففي موسم الخريف تتحرك الرياح الموسمية أو التجارية الجنوبية الشرقية من نصف الكرة الجنوبي حيث تتحول عند وصولها للنصف الشمالي من الكرة الأرضية إلى جنوبية غربية بسبب دوران الأرض وتتحرك هذه الرياح باستمرار لفترة من الزمن وتتحرك معها التيارات الباردة، فترتفع المياه الباردة في الأعماق إلى السطح لتشكل مسطحا مائيا باردا، عندما يتلامس مع الهواء الدافئ فتتكون كتل هوائية رطبة على شكل ضباب لتبدأ الرياح الجنوبية الغربية بتحريك هذه الكتل الرطبة ( الضباب) إلى الجبال المجاورة وعند اصطدامها بتلك الجبال ترتفع أكثر وتتكاثف مكونة السحب المنخفضة والتي تتسبب في تساقط الرذاذ المستمر أو المتقطع وكذلك المصحوب بأمطار أحيانا. ويشدد المختصون على أهمية "أمطار فصل الخريف" للموسم الفلاحي، خاصة أنها تكون عقب انقطاع طويل للأمطار وبعد فصل الصيف حيث ارتفاع درجات الحرارة. وتكمن أهمية هذه الأمطار بقيامها بغسل الأشجار والمزروعات بشكل عام من الغبار الذي تراكم عليها وكذلك إزالة العناكب؛ مما سيساهم بتفتح مسام الأوراق وعودة الحيوية للأشجار. وينفي الخبراء الفكرة السائدة التي تربط بدء الأمطار في الخريف بموسم قطف الزيتون؛ بحجة أنها تزيد الزيت وتقلل الحموضة فيه، مؤكدين أنها لا تؤثر على نوعية الزيتون خاصة أن القطاف يبدأ مباشرة بعد أول هطول مطري. وعموما فإن الامطار التي تنزل في هذه الفترة تسمى أمطار الخريف وهي أمطار مفيدة للأرض حيث إن هذه الأمطار بعدما تنزل على الأرض فيها فائدة كبيرة وفي هذه المرحلة تقوم ببذر الأرضيه بالزرع وهذا دليل على موسم فلاحي ممتاز . وفي تونس تتهاطل أمطار الخريف هذه الأيام بغزارة على معظم جهات البلاد حيث طالب المعهد الوطني للرصد الجوي بملازمة اليقظة في مستويات عالية، مع الإشارة إلى أن كميات الأمطار المتوقعة هي من 40 إلى 60 مم وتتجاوز محليا 90، مع برد وصواعق بأماكن محدودة وهبات رياح تتجاوز مستوى 90 كلم/س.. كما نبه من خطر تشكل السيول والأودية وارتفاع منسوب المياه في المناطق المنخفضة، مشددا على أن الوضع يتطلب كل الحذر.