الجريدة:أحمد من خلف الأبواب المغلقة و الجدران السميكة و الجلسات الحوارية الموازية خرج المهدي جمعة ،مرشحا جديدا في سباق رئاسة الحكومة الذي انطلق منذ أكثر من شهر ليحتل المرتبة الأولى،محاطا بالكثير من الغموض في البداية،ثم انكشفت اللعبة و برزت كل خيوطها،إذ يبدو أن مهدي جمعة كان هو الخطة''ب'' للترويكا و خاصة لحركة النهضة،لأنها وافقت و دون قيد أو شرط على مصطفى الفيلالي و اتفقت معه على عدم نشر الجلسة السرية بينه و بين رئيس الحركة، و التي سبقت الإعلان عن الموافقة عليه ،ثم و في خطوة مفاجئة ،حتى بالنسبة إلى الأستاذ مصطفى الفيلالي ذاته،نشرت الحركة الصورة و تداولتها المواقع الاجتماعية و أصبح في نظر الرأي العام مرشح الحركة،و بالتالي فهو سينفذ أجنداتها ،و كانت التعاليق قاسية جدا في حقه،و هو ما جعله يتراجع و يرفض المنصب حفاظا على تاريخه و رصيده و لأنه غير قادر على التعاطي مع المشهد السياسي الحالي مثلما قال في تصريحات إعلامية.
و مقابل ذلك انتشرت صورة للسيد مهدي جمعة وزير الصناعة في حكومة علي العريض و هو يتناول غداءه في مطعم شعبي دعا إليه السفير الألماني "يانيس بلوتنر'' .صورة حصدت الإعجاب بوزير أعطى المثال في التواضع و التقشف معا و جنى تعاطف التونسيين ممن رأوا الصورة طبعا... و بعد يوم واحد فقط يدخل اسم وزير الصناعة سباق رئاسة الحكومة و يقوده ،بل و تقوده الصورة إلى القصبة مباشرة ليبقى الجميع في التسلل خاصة بعد انسحاب كل من الجبهة الشعبية و نداء و رفضها التصويت على واحد من المترشحين،مهدي جمعة أو جلول عياد. هذا الصعود المفاجئ والذي جاء في اللحظات الأخيرة لمهدي جمعة يعيد رسم ملامح أسطورة "حصان طروادة" أو تلك الحيلة الماكرة التي ابتدعها الاغريق لغزو طروادة حينما اختفى جيش الاغريق وراء الحصان الذي اعتقد أهل طروادة أنه عربون سلام فدخل آمنا للبلاد، هذه الاسطورة تتكرر مع حركة النهضة التي دفعت بجمعة كحصان طروادة رمزا للحياد والنزاهة والحال انه يخفي ورائه مخططا نهضاويا خبيثا. فقد عمدت الآلة الاعلامية لحركة النهضة لشيطنة وزير الصناعة منذ مدة واتهامه بالتنظيم لانقلاب ضد الحكومة واتهامه بالعمالة لجهات أجنبية لنفاجئ اليوم بأنها ترشحه لرئاسة الحكومة وتزكيه لقيادة الانتقال السياسي.