الجريدة : نجلاء الرزقي بعد سبعة أسابيع من حرب دامية بين إسرائيل وحماس، ارادة المقاومة تنتصر وتلزم الطرف الإسرائيلي بنص هدنة لا تخدم كسابقاتها الجانب الإسرائيلي بمباركة عربية متواطئة. المقاومة تنتصر وتغيّر خارطة النزاع و المشهد السياسي بمنطقة الشرق الأوسط الذي ما انفكّ منذ ولادة ''الربيع العربي'' بمنطقة المغرب العربي في التحوّل والتغيّر. ولم تستطع طائرات أف 16 الأمريكيّة و لا القبّة الحديدية أن تحطّ من معناويات المقاومة و لا أهل غزة بينما استطاعت صواريخ المقاوممة البسيطة أن تبثّ الرعب وعلى مدى 51 يوما في نفوس ستة ملايين اسرائيلي، قضوا معظم وقتهم في الملاجيء. وبعد تتالي الهدنات الواحدة تلو الأخرى وفشل اسرائيل في كسب الوقت وتغيير دفّة الصراع لصالحها توصّل ليلة الأمس الفرقاء الفسلطينيون والإسرائيليون برعاية مصريّة إلى اتفاق هدنة تتمنّى جميع الأطراف أن تكون هاته المرّة طويلة الأمد. فقد أعلن محمود عباس على اثر الإتفاق عن تغيّر ملامح الصراع الفلسطيني و عن تقدّمه لصالح الجانب الفلسطيني قائلا : ''الفلسطينيون لن يقبلوا بعد اليوم الدخول في مفاوضات غائمة مع إسرائيل''. كما اعتبر موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أمس أنّ التوصل لاتفاق الهدنة يعتبر''تتويجا لصمود شعبنا ولنصر مقاومتنا". فحوى إتفاق الهدنة يتضمن الاتفاق وقفا لإطلاق النار، فتح المعابر والسماح بادخال المساعدات بما يحقق متطلبات اعادة الاعمار، والاتفاق على زيادة مساحة الصيد على سواحل القطاع الى6 اميال بحرية. كما ينصّ على عودة الطرفين الى طاولة التفاوض بعد شهر من تاريخه لمناقشة القضايا المعقدة الأخرى، مثل مطلب الفلسطينيين ببناء مطار، وميناء بحري في غزة. وفي الوقت نفسه حصلت مصر واسرائيل على ضمانات بعدم ادخال اسلحة الى القطاع. حصيلة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني قتل في الهجوم الإسرائيلي على غزة الذي بدأ في 8 جويلية 2014 نحو 2138 فلسطينيا اغلبهم من المدنيين، وأصيب بجروح أكثر من 11000 شخص آخر، بحسب تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية، والأممالمتحدة. كما استهدفت إسرائيل بعض قيادات كتائب القسام، وهي الجناح العسكري لحركة حماس، وقتلت منهم ثلاثة الأسبوع الماضي. وتقدر الأممالمتحدة عدد المنازل التني دمرت بأكثر من 17000 منزل، مما أدى إلى ترك 100.000 فلسطيني بلا مأوى. وعلى الجانب الإسرائيلي، قتل 64 جنديا، وأربعة مدنيين حسب الارقام الرسمية الاسرائيلية. ردود الفعل بعد اعلان اتفاق الهدنة على الأرض احتفل آلاف الفلسطينيين و قادة حماس في قطاع غزة باتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وصدحت تكبيرات المساجد وأطلقت العيارات النارية في الهواء فرحاً، مع بدء دخول الاتفاق حيز التنفيذ الساعة الثامنة مساء. من جهتها رحبت الولاياتالمتحدةالامريكية باتفاق وقف اطلاق النار الدائم كما طالبت الخارجية الامريكية الطرفين بالالتزام الكامل ببنوده. وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أمله أن يكون وقف النار في غزة ''دائما'' وأن يمهد الطريق أمام ''عملية سياسية'' بين إسرائيل والفلسطينيين.