الجريدة: متابعة فاتن العيادي يتزامن اليوم غرة سبتمبر 2014 مع تاريخ ثورة الفاتح من سبتمبر بليبيا التي شهدت هي بدورها ثورة الربيع العربي في السابع عشر من فيفري 2011 وأسقطت حكم معمر القذافي. ويذكر أن ليبيا كانت تشهد مظاهر احتفالية في كل ذكرى من الفاتح من سبتمبر والتي مكنت العقيد معمر القذافي من السلطة في عام 1969 والذي كان يخصّص لها الأموال الطائلة وهو ما كان يثير سخط وغضب الكثير في ليبيا. وكانت المدن الليبية تشهد في مثل هذا اليوم، الأول من سبتمبر، احتفالات كبيرة يدعو إليها القذافي العديد من الوفود ورؤساء وزعماء الدول، خاصة الإفريقية..واعتاد القذافي إلقاء خطب طويلة خلال هذه الاحتفالات التى تستمر طوال شهر سبتمبر، وتتضمن حفلات شعرية وفنية.. وذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن المرأة هي كلمة السر في نجاح الثورة الليبية وهو ما تشهد به شوارع مدينة بنغازي، مهد الثورة، حيث تقدمت المرأة الصفوف في التظاهرات لكنها أجبرت بعد أشهر قليلة على التراجع، وتعالت أصوات تشرع لتعدد الزوجات ومنع المرأة من السفر دون محرم ودعوات للفصل بين الذكور والإناث وإقصاء المرأة الليبية من المشاركة في رسم مستقبلها وصياغة دستور البلاد. وأورد موقع راديو "سوا" في تقرير له أن صورة المرأة التي تتقدم الصفوف لم يعد لها أي أثر في المشهد الليبي الحالي وأصبحت المرأة الليبية مهدّدة بالتصفية الجسدية، فبعد وصول الإسلاميين لسدة الحكم في ليبيا حيث وجدت المرأة الليبية نفسها مبعدة تماما عن المشهد السياسي وحتى الاجتماعي والثقافي في ظل وضع أمني متأزم وفوضى الميليشيات المسلحة وفق ما أفادت به ناشطات ليبيات ومنظمات حقوقية دولية. وأصبح الوضع الحالي للمرأة الليبية أسوء حتى من فترة حكم القذافي"، فهي كانت "ورقة رابحة في يد الإسلاميين قبل انتخابات المؤتمر الليبي العام الذي رفع أعضاؤه حينها شعارات رنانة تثني على المشاركة الفاعلة للمرأة الليبية وتعدها بحريات وضمانات دستورية أكثر وتمثيل برلماني أكبر لكنها لم تجن سوى الوعود" حسب ما صرّحت به الناشطة الليبية والمحامية نيفين الباح. واتهمت الناشطة الليبية الإسلاميين بالسطو على الحريات والحقوق التي كانت تتمتع بها المرأة الليبية قبل سقوط القذافي، حيث قالت أنها أجبرت على اللجوء إلى مصر بعد أن هددتها جماعات إسلامية متشددة بالتصفية الجسدية بسبب مواقفها الداعمة لحقوق المرأة وانتقادها سياسة الإسلاميين.