أشعاري...كُتبي أغراضُ بيتي ذِكرياتي... وطني و أشباه الحقيقةِ جمعتها كُلها في ذاتِ الحقيبةِ لكنَ شيء بداخلي منعني من الرحيلْ قال دون تأشيرة السفرُ مستحيلْ و أنا لا أحمل تأشيرة اللامبالاة لأمضي كأن شيء لم يَكُنْ كأني لم أقسم للوطنْ بأن أبقى مهما كان الثمنْ لم يعد لي هنا سوى ملفٍ في درجٍ مظلمٍ ينتظر أخر الأوراقِ ليكتمل و يُقفَلْ يُمضى يُلقى يُنسى لم يبقى لي شيء لكن لا بد أن أبقى أبقى و أسمع ذاك الذي يُنَادِي بسم كُرسيِهِ و ذاك الذي يُنَادِي بسم فِكْرِهِ حتى الذي يُنَادِي بسم كَفنٍ مُلَطخٍ بالدماء و يقول أنه يُنَادِي بسم رَبِهِ لا بد أن أسمعْ لأقتنعَ أو أقنِعْ لا أريدُ أصناما من الماضي تَرجِعْ لا أريدُ عبيدا لأسيادها تَركَعْ و لا أريدُ كراسي لدولارٍ تَخضعْ أريدُ أن أصرخَ و أقولْ بلادي ليست جارية و لا ملكَ يمينْ يا من تُتاجِرُ بالحرية و يا من تُتاجِرُ بالدينْ لكنَ الصراخ لا يقدم الحلولْ أريدُ أن أغرس أشجارا تثمِر عقولْ فوطني صار إسطبلا للخيولْ تتسابقُ و الشعبُ يراهنْ فتَسحقُ و هي تركضُ ذاك المواطِنْ الذي يَعرِفُ كلُ شبرٍ من الطريقِ أقدامَهُ و تَعرِفُ كل قطرة عرقٍ أحلامَهُ أقدامٌ تَعِبتْ أحلامٌ سُرقتْ في وطنٍ يُقَدمُ فيه القلمْ , الفرشاة و النغمْ قُربانا للعدمْ أعترف أني أردتُ الرحيل أيها العلمْ فلم يبقى لي هنا سوى الألمْ