الجريدة: متابعة فاتن العيادي أوردت "العرب" اللندنية أنه من أبرز المناورات السياسية هو القرار الذي اتخذه مجلس شورى حركة النهضة الإسلامية المُتعلق بالتمسك باقتراح راشد الغنوشي والذي دعا فيه إلى رئيس توافقي، ودعم مرشح من خارج الحركة. وقال عبد اللطيف المكي القيادي في حركة النهضة الإسلامية المحسوب على "الصقور"، في أعقاب اجتماعات مجلس شورى حركته، إن مجلس الشورى صادق على مقترح الرئيس التوافقي بعد دراسته والتصويت عليه، دون ذكر اسم الرئيس التوافقي الذي تريده حركة النهضة الإسلامية. ويرى مراقبون أن هذا القرار الذي اتخذه مجلس شورى حركة النهضة الإسلامية هو "فخ سياسي" نصبه راشد الغنوشي بهدف مُحاصرة حمادي الجبالي الأمين العام السابق لحركة النهضة من جهة، وجعل المرشحين يهرولون نحو النهضة، من جهة ثانية، وصولا إلى إفراغ الانتخابات من محتواها التنافسي. وذكرت الصحيفة بحسب مصادر من داخل حركة النهضة الإسلامية، إن وفدا من الحركة اجتمع في وقت سابق مع حمادي الجبالي المُعتكف حاليا في منطقة الساحل التونسي، وبحث معه مسألة الترشح للرئاسية، حيث قال الجبالي إنه سيلتزم بقرار الحركة في صورة رشحت شخصا من داخلها، كما أنه سيلتزم بقراراتها في صورة اختيارها شخصية أخرى، ولكنه قد يترشح بصفة مستقل إذا أبقت النهضة على صيغة الرئيس التوافقي بشكلها الفضفاض. واعتبر الوفد موقف الجبالي، واعتبره تحديا لذلك دفع في اتجاه إجراء سلسلة من المشاورات مع عدد من الشخصيات السياسية التي أبدت نيتها خوض السباق الرئاسي، تخللتها إغراءات وشروط، ولم يخف الجبالي رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية كمُستقل، مُصمم على تجاوز قرار مجلس شورى الحركة، وإرباك مُخططات الغنوشي. وقد وعدت حركة النهضة الرئيس المؤقت منصف المرزوقي بأنها ستكون معه وتدعمه في صورة تمكن من تجاوز الدورة الأولى لهذا الاستحقاق الرئاسي، ولكنها امتنعت عن تقديم وعود واضحة للمرشح أحمد نجيب الشابي، فيما استبعدت إمكانية دعم مصطفى بن جعفر وذلك على خلفية موقفه السابق الذي أوقف فيه عمل المجلس التأسيسي، وهي خطوة يبدو أن النهضة لن تنساها، وهي بذلك تريد معاقبته عليها حسب ذات المصدر.