الجريدة : نجلاء الرزقي لازالت مدينة بنغازي الليبيّة ترزح تحت عنف الإشتباكات و صوت تفجيرات السيارات لتنقل مشهدا داميا لمواجهات عسكرية بين قوات الجيش الوطني الليبي ومسلحين اسلاميين قرب مطار بنغازي و التي قتل على اثرها ما لا يقل عن 30 جنديا ليبيا وأصيب نحو 70 آخرون .
ونقلت وكالة فرانس برس عن قائد القوات الخاصة في الجيش الليبي في بنغازي ونيس بوخمادة قوله "إن 36 جنديا قتلوا الخميس في هجمات بثلاث سيارات مفخخة وما تلاها قتال بين الجيش والاسلاميين". وقدّر مسعفون طبيون عدد القتلى بقرابة 30 جنديا واضافوا أن أربعة أشخاص قتلوا ايضا في هجوم منفصل شنه من يشتبه بأنهم إسلاميون على حاجز تفتيش للجيش في بلدة القبة الواقعة إلى الشرق من بنغازي. ونقلت وكالة الاسوشيتد برس عن مصادر عسكرية قولها إن اقوات الجيش الليبي شنت الخميس هجمات جوية من أجل منع المليشيات من السيطرة على المطار. ويضرب العنف ليبيا في وقت تتقاتل فيه الجماعات المسلحة التي ساعدت في إسقاط معمر القذافي عام 2011 بعضها البعض سعيا للهيمنة السياسية والسيطرة على الثروة النفطية الضخمة للبلاد. وفي بنغازي تقاتل القوات الخاصة بالجيش الليبي كتيبة 17 فبراير المدعومة من جماعات إسلامية بينها أنصار الشريعة قواّت الجيش الليبي تحت امرة اللواء خليفة حفتر الذي دعى الى تطهير ليبيا من المتشدّدين الذين أدخلوا الفوضة في البلاد و أخّروا تقدّمها منذ شهر جوان 2014. وفي محاولة لمنع أنصار الشريعة المرابضة بليبيا من عبور منطقة الساحل والصحراء بين جنوب ليبيا وموريتانيا أكّد مسؤولون فرنسيون إن فرنسا ستنشئ قاعدة عسكرية في شمال النيجر. وتقود باريس جهود التصدي للإسلاميين وأعادت نشر قواتها في أنحاء غرب إفريقيا في وقت سابق هذا العام لتشكيل قوة لمكافحة الإرهاب. وبموجب الخطة الجديدة يعمل حاليا حوالي ثلاثة آلاف جندي فرنسي انطلاقا من مالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد وهي دول تمتد عبر حزام الساحل القاحل المترامي الأطراف بهدف دحر الإسلاميين في أنحاء المنطقة. ويقدم ألف جندي آخر الدعم في مجال الإمداد والتموين في الجابون والسنغال.." وعبر مسؤولون فرنسيون مرارا على مدى شهور عن قلقهم من الأحداث في ليبيا وحذروا من أن الفراغ السياسي في شمال البلاد يخلق ظروفا مواتية للجماعات الإسلامية لإعادة تجميع نفسها في الجنوب القاحل. وتقدر مصادر دبلوماسية أن حوالي 300 مقاتل مرتبطين بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بينهم جماعة منشقة شكّلها القائد الإسلامي المخضرم مختار بلمختار يعملون في جنوب ليبيا الذي يمثل بداية طرق التهريب عبر المنطقة. وبعد ثلاث سنوات من تنفيذ القوى الغربية لضربات جوية للمساعدة في الإطاحة بمعمر القذافي تستبعد هذه القوى بما فيها فرنسا التدخل العسكري في ليبيا خشية أن يزيد من زعزعة الأوضاع بالنظر إلى أن الدول في أنحاء المنطقة تساند جماعات سياسية ومسلحة مختلفة في ليبيا. لكن مع انكشاف فرنسا بصورة خاصة في منطقة الساحل والصحراء وقيام قواتها الآن بدور داعم ضد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق تصعد باريس جهودها للضغط على المتشددين في المنطقة