الجريدة : متابعة نجلاء الرزقي اشتدّ وقع المعارك في مدينة عين العرب (كوباني) بعد التقدم الذي حققه تنظيم ''داعش'' في المدينة مما أدى الى ارتفاع التحذيرات الدولية من امكانية سقوط المدينة بشكل كامل في أيدي التنظيم الإسلامي. فمن جانبها، وصفت الولاياتالمتحدة ما يجري في كوباني بالحرب المرعبة، وشنت طائراتها مع طائرات إماراتية وسعودية غارات على أطراف المدينة. في الأثناء، تسبب الموقف التركي المنادي بانقاذ مدينة عين العرب بموجة غضب كردي في الشارع التركي تحول إلى مواجهات دامية سقط فيها 14 قتيلاً من المتظاهرين، وفق آخر الإحصاءات. فقد حذر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من أن كوباني "على وشك السقوط"، مشدداً على ضرورة شن عملية برية لوقف تقدم الجهاديين. وصعّد "داعش" هجومه في الأيام الأخيرة على كوباني الحدودية على الرغم من الضربات الجوية التي تشنها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها، وزاد هذا من الضغوط على تركيا كي تنضمّ لتحالف الأمريكي ضدّ التنظيم. ولعلّ البعض يتساءل عن أهمية المدينة المعنوية لطرفي الصراع. فكوباني بتسميتها الكردية هي في صلب الوجدان القومي الكردي.. كما أن كوباني كانت في أواسط القرن الماضي في صلب الصراع ما بين تركيا وأقليتها الكردية، حيث عدد من كوادر "حزب العمال الكردستاني" يتحدرون من المدينة، والحزب المذكور أو ال"بي. كيه. كيه" له اليد الطولى في إنشاء وتدريب "وحدات الدفاع الشعبي الكردية" التي يمتد قتالها اليوم من سوريا إلى العراق حيث تفوقت على البشمركة من حيث الفعالية والاندفاع في قتال "الدولة الإسلامية". وكوباني باتت مع استفحال الصراع في سوريا وتمدده للعراق في قلب المشروع الاستقلالي الكردي، لدرجة أن نجاح تجربة الإدارة الذاتية الكردية في سوريا نال اعجاب الجميع مما دفع تنظيم الدولة الإسلامي الى استهدافه قصد ضرب المشروع القومي الكردي كما المشروع القومي العربي على حد سواء، ''فلا مكان للقوميات في ظل المشروع الإسلامي الذي يتخطى القوميات''.