رحلَ الطغاة و لم يرحل الطغيانْ لأننا نغذيه بدمائنا لأنه رغبتنا و المبتغى فنحن شعوب تهوى من يَستقوى نحب دورَ الضحية رحلَ الطغاة و لم يرحل الطغيانْ لأننا أدمنا الإهانة إن ثُرنا نعجز حتى على الإدانة لا أستغرب إن اعتذرنا للجلاد و سوطه للسجن و ظلمته رحلَ الطغاة و لم يرحل الطغيانْ فقد أصبح متأصلا فينا الصرصارْ يطغى على النملة و القملة تلبسُ تاجا و تمتص دم الأحرارْ رحلَ الطغاة و لم يرحل الطغيانْ هيا أيها الطوفانْ هنا دياري هنا دُفِنَ أحراري خذ معك الطغيانْ فقد حجب عنا الشمس و القمرْ منع الهمس و السهرْ مهلا أليست تلك جنازة الطاغية؟ لما إذا البكاء لم أرى دموعهمْ في جنائز الشهداء أكره خضوعهمْ حتى للجثث يعلنون الولاء ادخروا دموعكم فالطاغية الجديد وصلْ يرتدي ثوب الحملْ أه على من قتله الرصاص و من مات تحت أقدام الجملْ رحلَ الطغاة و لن يرحل الطغيانْ