تعيش مدينة حمام الأنف فوضى عارمة لم يسبق أن عاشتها في تاريخها. فمدينة البايات التي كان يحلو فيها الاصطياف، أصبحت علامة لأبشع مظاهر الفوضى و التلوث و الانتصاب الفوضوي. و يكفي أن يقوم الواحد منّا بجولة فسيحة بأبرز أحياء هذه المدينة على غرار "الرمبوان" و "الكرنيش" و "دار الباي"، ليلاحظ ذلك. ففي وسط المدينة لم يعد التجار و أصحاب المقاهي يكتفون باحتلال الأرصفة الموجودة أمام محلاتهم لعرض سلعهم، بل باتوا أيضا يحتلون الطريق معطلين مرور المترجلين على الأرصفة و السيارات على الطريق. و يحتلّ التجار المنتصبين فوضيا ما بقي من الشوارع و الطرقات. حتّى أن تمثال وسط المدينة الرمبوان" تمّ فيه تركيز خيمات لبيع شتّى أنواع البضائع و السلع. و يتجدّد هذا السناريو في الكرنيش الذي يشهد فوضى لم يشهدها في السابق، حيث أنّه و خلافا للعادة لم تقدر مصالح البلديّة على غلق الكرنيش ليلا أمام مرور السيارات و تخصيصه للمترجلين و المصطافين. و أمام احتلال التجار المنتصبين فوضويا للطريق، و حتّى لرمال شاطئ البجر المتلوث الذي لا يصلح للسباحة كما يعلم الجميع، سادت الفوضى لكثرة مظاهر التخلف و تعددت المشاكل حتى أن بعض المتساكنين أصبحوا يجدون صعوبات لدخول ديارهم. المواطنون يتذمّرون و المسؤولون غائبون و لعلّ المشكل الأكبر الذي يعاني منه متساكني كرنيش حمام الأنف هو التلوث السمعي، باعتبار أن جلّ هذه المحلات و الأكشاك التي تنشط دون تراخيص لا تتورع عن استعمال مضخمات الصوت لبث موسيقى صاخبة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل. و يتعمّق هذا المشكل بصفة خاصّة في جهة "عروس البحر"، حيث تنظم سهرات صاخبة تؤمنها فرقة موسيقية أو دي جي و ذلك بشكل يومي إلى غاية ساعات متأخرة من الليل رغم تذمرات المواطنين و تشكياتهم المتكررة لدى كلّ من البلدية و الشرطة و حتّى لدى القضاء و المجلس التأسيسي. أمّا "دار الباي" التي تعدّ معلما تاريخيا من معالم التراث التونسي و العالمي، فقد تحوّل إلى وكالة بعد إقدام بعض المواطنين على احتلاله و تقسيمه و السكن فيه. و أمام غياب الردع في مواجهة هذه الجرائم الخطيرة، تجرأ أحدهم على تحويل واجهة القصر الحسيني إلى محل لتصليح الدراجات. و لعلّ الغريب في الأمر أن قصر الحسيني يتواجد على بعد أمتار من مقرّ البلدية و مركز الأمن. و رغم ذلك، فإن المسؤولين ظلوا صامتين أمام هذه الجرائم الخطيرة. و لعلّ آخر مظاهر التسيّب و الفوضى في حمام الأنف هو تحويل بعض التجار للحديقة البيئية الموجودة بمدخل المدينة " ضربة السيف" و التي صرفت الملايين من أجل إنشائها إلى سوق لبيع الخضر و الغلال و الأدباش. فإلى متى ستتواصل هذه الأحوال الكارثية لمدينة حمام الأنف؟....إلى متى ستتواصل معاناة المواطنين ؟؟.... و هل صحيح أن النيابة الخصوصية الحالية تتعمد تجاهل هذه الظواهر من أجل إشعار المواطنين بالفوارق في ظلّ النظام السابق و النظام الحالي و الحال أن المواطنين لا دخل لهم في الحسابات السياسية؟......... فمتى ستتحرّك السلط العليا في البلاد و تستجيب لنداءات أهالي مدينة حمام الأنف لإنقاذ هذه المدينة؟....