إن أخطر ما يواجه به المسلمون اليوم ذلك الغزو الوافد إلينا عن طريق القنوات التلفزيونية الفضائية... إنه غزو جديد.. لا تشارك فيه الطائرات ولا الدبابات.. ولا القنابل والمدرعات.. غزو ليس له في صفوف الأعداء خسائر تُذكر.. فخسائره في صفوفنا نحن المسلمين.. إنه غزو الشهوات.. غزو الكأس والمخدرات.. غزو المرأة الفاتنة.. والراقصة الماجنة.. والشذوذ والفساد.. غزو الأفلام والمسلسلات.. والأغاني والرقصات.. وإهدار الأعمار بتضييع الأوقات.. إنه غزو لعقيدة المسلمين في إيمانهم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وأمور الغيب التي وردت في كتاب الله وصحت عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. إنه غزو لمفهوم الولاء و البراء، والأخوة الإسلامية، والاهتمام بقضايا الإسلام والمسلمين المتمثل في مبدأ الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسّهر و الحمّى.. إن هذا الغزو القادم إلينا من الفضاء يفعل ما لا تفعله الطائرات ولا الدبابات ولا الجيوش الجرارة.. إنه يهدم العقائد الصحيحة.. والأخلاق الكريمة.. والعادات الحسنة.. والشمائل الطيبة.. والشيم الحميدة.. والخصال الجميلة.. ومتى تخلّت الأمة عن عقيدتها وأخلاقها وقيمها سقطت في بؤر الضياع والانحلال.. إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا أخي في الله احذر مخططات الأعداء: أخي يا صاحب هذا الجهاز العجيب: هل تعلم ما قاله صموئيل زويمر رئيس جمعيات التنصير..؟ لقد قال في مؤتمر القدس للمنصرين الذي عقد في القدس عام 1935م: " إنكم إذا أعددتم نشأً لا يعرف الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها، أخرجتم المسلم من الإسلام وجعلتموه لا يهتم بعظائم الأمور، ويحب الراحة والكسل، ويسعى للحصول على الشهوات بأي أسلوب، حتى تصبح الشهوات هدفه في الحياة.. فهو إن تعلّم فللحصول على الشهوات.. وإذا جمع المال فللشهوات.. وإذا تبوّأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات.. إنه يجود بكل شئ للوصول إلى الشهوات.. أيها المبشرون إنّ مهمّتكم تتمّ على أكمل الوجوه !! ". هذا ما قالوه منذ ما يزيد على ستين عاماً، ولا يزالون يعملون دون كلل أو ملل، لأنهم يرون ثمار مخططاتهم الخبيثة تزداد يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، حتى ظهرت هذه الفضائيات التي استطاعوا من خلالها - وفي أعوام يسيرة - تحقيق ما لم يستطيعوه في قرون طويلة !! لقد استطاعوا من خلالها اقتحام ديارنا و بيوتنا.. وحتى غرف نومنا.. بلا مقاومة منا ولا غضب، ولا محاولة لمنعهم من ذلك.. بل بموافقة منا ورضا وترحيب !! فلماذا ترضى لنفسك يا أخي أن تكون ممن يساعدون الأعداء و ينفذون مخططاتهم الرامية إلى ضرب الأمّة في عقيدتها وأخلاقها وعزتها ومجدها ؟!! لماذا تقبل بالانهزام النفسي ودناءة الفكر والتصوّر والهدف والغاية ؟!! راجع نفسك ثم أجب..! و قبل ذلك تدبّر قول الحقّ تبارك و تعالى: " وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ". ( سورة البقرة جزء من الآية: 217 ) صدق الله العظيم.. لم يعد لنا مزيد و غدا إن شاء هناك جديد