أكد "وليد الزيدي" في حوار له مع الإذاعة الوطنية التونسية بأنه ليس وزيرا فقط بل هو كذلك شريك في الثقافة و فاعل فيها، يعقد الوزير أملا كبيرا على الطاقات الشبابية في تبليغ الفن و الثقافة بنشرها و حسن توظيفها. كما يراهن على أن هذه الدولة قادرة على ضمان العيش الكريم لكل مواطن و أن هذا الهدف هو المراد من وراء توليه للوزارة و يعتبر أن عدم النجاح في هذا المسعى سيكون سببا في ترك الوزارة لمن ينجح في تحقيقه. يسعى الوزير لإطلاق مشروع دور الثقافة الذي سيجعل منها نواة العمل الثقافي و مركزه، فمحور العملية الثقافية يجب أن يكون حسب تعبير الوزير هو دار الثقافة و هذا المشروع سيعتمد على ميزانية الدولة في شكل رشيد و مدروس و لما لا نتواصل كذلك مع المقاولين و رجال الأعمال من أجل الإستثمار في الثقافة، مكتب الوزير مفتوح لكل فنان و كل فكرة و كل شخص دون إستثناء من أجل تطوير الثقافة و إعادتها إلى الحياة. الإذاعة و التلفزة يجب أن تواكب أنشطة النوادي و توصلها إلى كل الناس فكم تحتوي هذه النوادي على مبدعين و فنانين محرومين من فرصة الشهرة… يجب على المواهب أن تبرز من كل مكان لكل الناس. أما عن تنصيبه وزيرا فقد علق قائلا :"لم أكن يوما أحلم أن أكون وزيرا للثقافة". بل كان كل مرادي أن أنفع بلدي من أي مكان أكون فيه سواء الكلية أو حتى البيت بكتاباتي و فكري و إنتاجي… سننطلق من ما يقترحه الفنانون فنحن نؤمر و لا نأمر، ستكون الكلمة للفنان، لن تكون السياسة حكرا على الوزير بعد اليوم. هذه مسؤولية وطن كامل و من يحملها يجب أن يخشاها و يحس كل ثانية بثقلها. أتعهد بإيفاء حقوق الفنانين، كل التزام صادر عن الوزارة سيتم الإيفاء به، إعطاء حظوظ أكثر للأطفال من أجل تواصل الحفاظ على الأمانة، صيانة المكتبات و دور الثقافة، يجب على الإعلام مواكبة الأنشطة الثقافية و الإبداعية التونسية. لن نطرد الناس من مناصبهم بل سنستثمر فيهم و نزرع فيهم الحكمة و الموعظة الحسنة… برقة الكلمات و بلاغة التعابير و حلو الكلام زرع الزيدي خطابه هذا، و نحن نترقب أن يصبح هذا الكلام أفعالا على أرض الواقع. حلاوة اللسان و رقة العبارة التي تميز هذه الشخصية الوزارية تجعل من الزيدي شخصية خارِقة للعادة و المألوف، شخصية تسعى لخدمة الوطن و الناس و الفن.. لا المصالح الشخصية. حلول بديهية بعيدة عن التفلسف و البحث عن الحجج، وزارة تدار ببساطة و شفافية و تلقائية، بخطط بسيطة قد يتمكن الزيدي من النجاح و لفت الأنظار و القلوب.. و نحن نتمنى أن لا يقف الكلام عند مجرد الكلام و تصبح هذه البرامج حقيقة ملموسة. التلقائية، البساطة، الفكاهة المحترمة و الرصينة، روح الدعابة، سعة الإطلاع… صفات اجتمعت في شخصية واحدة لا تدعي في العلم معرفة، تحس بثقل المسؤولية. كل الفنانين بالنسبة للزيدي مستشارون إذ لا يحتكر الرأي و لا الفكر بل يستمد القوة من الجماعة و يسير معها و ليس أمامها.. نحن لا نمجد هذا الشخص و لا نمدحه بل نأخذ منه شيئا من الإحساس و الصدق و الصفاء. فمن استمع لطيب كلماته سُلِبَ منه عقله و وجدانه… هي كلمات تدخل مباشرة إلى القلب لتداعب نبضه و وجدانه.. إعلموا أن الإعاقة لا تعطل الإنتاج و لا تمثل حاجزا أمام الإبداع و التقدم و النجاح، بل على العكس قد تكون دافعا قويا لمزيد التميز و التفوق… و هذا ما أثبته الزيدي ليس على المستوى الوزاري و لكن على مستوى حياته الشخصية و ما حققه فيها من نجاح و تفوق إلى حد الساعة، و من يعلم لعل الوزارة بدورها تكون محطة من محطات النجاح التي يمر بها الزيدي، و نحن لا نتمنى عكس هذا، بل نتمنى التوفيق لوزير الثقافة في مشواره هذا. و لكن كل هذا في كفة و الواقع في كفة، نحن قد نستمتع بحلو الكلام لكننا لا و لن ننخدع به.. فهذا الوزير سيحاسب على الأمانة الماثلة بين يديه خاصة و أننا في وضع هش يسير نحو الهاوية.. لذلك نحن في حاجة إلى رجال الأفعال لا الأقوال و لذلك على الزيدي أن يجعل من كلماته حقائق ملموسة و هذا ما ينتظره الجميع ليس من الزيدي فحسب بل من كل وزارة و وزير، فالهدف من تغيير الحكومة هو تغيير الواقع بل و أكثر من ذلك تحسينه و لن يرضى شعب تونس بأقل من هذا.