أصبحت ظاهرة الإضراب موضة في يومنا هذا جاءت بعد ثورة 14 جانفي لزيارتنا بعد الحين والآخر ، فيوم بعد يوم... يدخل أعوان قطاع ما في إضراب لأسباب هي ثناوية من وجهتي نظرا للأوضاع المتردية والفترة الحساسة التي تعيشها البلاد في ظل اقتصاد متدهور مصحوب بغلاء المعيشة، فالزيادة في الأجور ليس بالمهم مقارنة بالبطالة في هذا الوقت الدقيق. فإلى حدّ هذا اليوم والشعب التونسي لم يفهم المسؤولية المرماة على عاتقه ودوره في تحسين أوضاع البلاد بأبسط الأشياء. فهل الإضرابات ضرب من ضروب الديمقراطية المنشودة؟ وعلى غرار عدم التزام الحكومة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن الزيادة في الأجور بقيمة 76 دينارا وصرفها لفائدة أعوان البلديات بداية من نوفمبر 2011.دخل أعوان البلديات بعدد من ولايات الجمهورية منها صفاقس ومدنين وبن عروس في إضراب عن العمل يتواصل إلى غاية 24 فيفري الجاري ممّا أدى إلى انتشار الفوضى و أكداس القمامة في كل الأحياء والطرقات. روائح كريهة للغاية اكتسحت الشوارع فمع نزول كميات كبيرة من الأمطار غطت الأوساخ الطرقات مما أدى إلى صعوبة في التنقل. منظر طبيعي يعجز اللسان عن وصفه. الإضراب لم يمنعه من القيام بعمله هكذا قال السيد مفتاح عون تنظيف "أن رغم دخول أعوان البلديات في إضراب أعمل كالمعتاد" فمن جهته البلاد تحتاج اليوم إلى من يساندها ويقف وراء ازدهارها خاصة أن عملية التنظيف هي أساسية من شأنها أن تعيق سير الحركة في البلاد. كما دعا زملاءه إلى التحلي بالصبر والسعي إلى تحقيق أهداف الثورة دون نسيان حقوقهم وواجبهم إزاء الوطن. تشكيات المواطنين من الطبيعي جدّا أن نشهد تشكيات في صفوف متساكني بعض الأحياء. فمثل هذه الظاهرة تستدعي التحرك سواء بالنسبة للسلط المعنية أو المتساكنين في حد ذاتهم. عبرت السيدة إيمان قاطنة بحي الخليل بالمرسى عن استيائها لوضع البلاد ومستقبل تونس في ظل الإضرابات المتتالية وقالت "أين حب الوطن"؟ فتونس في أزمة كبيرة وإن لم نستيقظ من غفلتنا سوف نندم. "ودعت الحكومة المؤقتة للتسريع في حل مشاكل أعوان التنظيف قبل أن تغرق البلاد في مساحة نفايات يصعب الخروج منها." كما أكدت ضرورة توحيد صفوف الشعب التونسي والعمل على زرع روح المسؤولية والحذر من السقوط في اللامبالاة. العمل التطوعي للتنظيف بادرت عديد المجموعات المتكونة من شباب بإطلاق حملة لتنظيف شوارع المدينة وأنهجها بالتعاون مع مكونات المجتمع المدني وانطلقت هذه المبادرة من شباب ولاية المدنين. كما نأمل أن تعمم هذه المبادرة في كل ولايات الجمهورية. رابطة مجالس حماية الثورة لم تتخلف عن الوعد دعت رابطة مجال حماية الثورة بصفاقس المتساكينين إلى الانخراط في حملة نظافة تطوعية كما سعى إلى رسم خارطة طريق لتفعيل هذه الحملة في الأماكن التي تتراكم فيها الأوساخ كالمستشفيات والطرقات الرئيسية. هكذا هي تونس اليوم، إضرابات ،احتجاجات لا متناهية مستقبل غير واضح المعالم شعب يطوق إلى الاستقرار حكومة ينتظروها الكثير والكثير. حنان الصحراوي