قد يكون مثل هذا الخبر عاديا لو كان تعلق بأي مواطن تونسي، يريد فعلا التدخل لإنقاذ فريق عريق في حجم النادي الإفريقي. لكن ما أذهلنا هو خبر نية "العياشي العجرودي" في مواصلة الضحك على الذقون، و إعلان نيته الترشح لرئاسة النادي الإفريقي، واضعا نفسه في صورة الفارس المغوار و المنقذ الذي سينتشل النادي من كل مشاكله… و لكن في حقيقة الأمر ليس العياشي العجرودي إلا فارا من العدالة عليه حكم استئنافي نافذ بسنة سجنا، و ذلك لثبوت إدانته في عملية تدليس. و لم تكن هذه القضية الأولى و الوحيدة التي يقف فيها أمام القضاء. و نكتفي في هذا السياق بعملية استيلائه على اراض تابعة للغير، وقع طرده منها باستعمال القوة العامة. و يعتبر العياشي العجرودي مثالا للرجل الفاشل بامتياز، و اسألوا عن ذلك أهالي قابس، و كيف تخلى عنهم و أدار لهم ظهره، و تسبب في تدحرج فريقي الجنوب إلى الدرجات السفلى، أما في عالم الأعمال فما عليه إلا أن يمدنا بمشروع واحد ناجح، فقد كان وراء تفليس شركة النقل بقابس، كما فشل في إدارة شركة "أولاس أنترناسيونال" و هي الآن في حالة موت سريري. أما قناة الجنوبية و التي من ألطاف الله أن باعثها الأصلي لم يفقد الحياة، عندما تحيل عليه العجرودي و رمى بنفسه من الطابق الثالث في محاولة للإنتحار. و بالنسبة لحالة القناة بعد أن تسلمها العجرودي، فما عليكم إلا أن تسألوا عن وضعية العملة، و الكم الهائل من حالات الطرد التعسفي و القضايا المرفوعة ضده. هاته باختصار حقيقة العجرودي، الذي صرح منذ أشهر أن عيناه تدمعان، عندما يستمع إلى النشيد الرسمي التونسي.
