سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لسيد نجيب الحجري الرئيس السابق لاولمبيك الكاف في حديث شامل للخبير: -المؤسسات الاقتصادية في الجهة تدعم في الترجي والإفريقي والصفاقسي والنجم على حساب الجمعية
- المكتب الجامعي الجديد وضع نفسه"في فم مدفع" -قطاع التحكيم ملوث والبيع والشراء... شرّ لا بد منه في الكرة التونسية... -تحويل الأندية إلى شركات استثمارية يبقى أمرا مستحيلا في تونس -أخشى من وقوع كارثة رياضية ما لم يتم الحسم من الآن في الصعود والنزول -تغيير المشهد الرياضي يتطلب تغيير العقليات وانتظار عديد السنوات تونس-الخبير ضيف اليوم على أعمدة الخبير الوجه الرياضي المتميز السيد نجيب الحجري الذي اضطلع بخطة نائب رئيس الجامعة التونسية لكرة السلة لمدة 15 سنة كاملة كما ترأس فريق أولمبيك الكاف في ظروف استثنائية ان لم نقل مريرة فهو واحد من رجال جبال بومخلوف ممن كرّسوا جهدهم ووقتهم ومالهم لخدمة واحد من اعرق الأندية التونسية ونعني به اولمبيك الكاف هذه القلعة الشامخة في الشمال الغربي والذي تأسس سنة 1922، معه تحدثنا في عدة محاور افرزها الحديث التالي: الخبير: لنبدأ بانتخابات المكتب الجامعي الجديد، فماذا تقول؟ -أهنئ السيد وديع الجرئ بنجاحه المستحق وصعوده لرئاسة الجامعة التونسية لكرة القدم وأتمنى له كل التوفيق والنجاح، لكن شخصيا تمنيت لو واصل السيد أنور الحداد مدة النيابية على الأقل الى بعد نزول الستار على بطولة الرابطة المحترفة الأولى والثانية وبقية البطولات ثم يقع انتخاب مكتب جامعي في ظروف مريحة لأنه حينها نكون قد تعرفنا على مصير كل الأندية في الصعود والنزول لكن ان تعقد جلسة عامة انتخابية للجامعة وبطولة الرابطة الأولى والثانية دخلا في منعرج حاسم دون التطرق لتقسيم جديد ولمسألة الصعود والنزول فهذا شيء خطير وقد حذرت منه خلال انتخابات المكتب الجامعي في جلسة شهر نوفمبر الماضي وبحضور224 جمعية طالبت فيها 117 ناديا حسم أمر الصعود والنزول وكنت آنذاك مدقق الجلسة لكن كل الأطراف التي صعدت اليوم لتسيير دواليب الجامعة تملصت ولم تعط أية إيضاحات للأندية فبقيت دار لقمان على حالها وهو ما دفعني لمراسلة وزير الرياضة لإشعاره بخطورة الموقف خاصة ان جلسة شهر نوفمبر الماضي تغيّب فيها المدير الفني للجامعة التونسية لكرة القدم وهو أمر غير عادي بالمرة. الخبير: لنمر الآن إلى الملفات العاجلة التي تنتظر المكتب الجامعي الجديد؟ -هي عديدة وشائكة ملفات الكرة التونسية وتبقى الأولوية المطلقة هي إيجاد سبل ردعية للقضاء على العنف والانفلات الذي تعيشه ملاعبنا حتى لما تعلق الأمر بإجراء المباريات بدون جمهور، فمن غير المعقول ان تلعب وزارة الداخلية دور "شاهد ما شفش حاجة" والمسؤولون والحكام واللاعبون أصبحوا عرضة لشتى أنواع العنف اللفظي والبدني، ومن المحاور الأخرى وبما ان المال يبقى قوام الأعمال فلا بد من إيجاد حلول عاجلة لتمويل الأندية بطرق متساوية بعدما أغلقت البلديات والولايات حنفية التمويل والمساعدات. الخبير: لكن في ظل عجز جلّ الأندية فهناك من يطالب الى تحويلها الى شركات استثمار فماهو تعليقك؟ -منظومة الاحتراف في بلادنا هي مبنية على أسس مغلوطة وغير مجدية فكيف لنا أن نحول أندية الرابطة المحترفة الأولى أو حتى الثانية الى شركات استثمار والحال أن جلّ الأندية تفتقر لملاعب معشبة ولا تملك مقرات لائقة ولا بنية أساسية تعنى بالشبان وبالتالي علينا ان نشرع في هيكلة الأندية وهيكلة المسيرين واللاعبين والحكام وكل من لهم علاقة بكرة القدم حتى تعيد البناء على أسس علمية صحيحة ومن يتحدث عن الشركات الاستثمارية في الأندية أقول له ان هذا مستحيل في تونس، فملاعبنا تحولت الى غابات لا تصلح الى ممارسة كرة القدم أحيانا واللاعب التونسي المحترف في الخارج لا يمكن له فرض لونه او اللعب مع أندية أوروبية كبيرة لان تكوينه القاعدي منذ الصغر لم يكن مدروسا بطرق علمية كما أن الإنارة في الملاعب التونسية لم تعمم وقبل المرور للحديث عن هذا التصور هل قننا القوانين الملائمة للاحتراف ؟ طبعا لا .... الخبير: ماهي الأولوية المطلقة للمكتب الجامعي في هذه الظروف؟ -ليعلم القاصي والداني ان مرآة كرة القدم التونسية وقاطرتها الرئيسية لا تمكن في أسماء 3 او 4 أندية احتكرت الألقاب المحلية والقارية فالأولوية يجب ان تكون للمنتخب الوطني حتى يستعيد إشعاعه المعهود ليتصالح مع الجمهور التونسي والمكتب الجامعي مطالب بضبط روزنامة علمية للمقابلة الدولية الودية وللتربصات في الداخل والخارج وحين نعيد الاعتبار للمنتخب الأول على امتداد موسمين او ثلاثة فعندها نكون قد قطعنا خطوة هامة على درب الإصلاح الحقيقي فكفانا ما عانيناه في العهد البائد من برامج بعلية وإستراتيجية عمل خاطئة ومنظومة مغلوطة فاليوم نعيش عصر تونسالجديدة بأفكار وعقليات جديدة لا بد ان تساهم فيها كل الأطراف لنعمل معا بطرق حضارية. الخبير: لنتحدث الآن عن التجربة التي دفعتك لرئاسة اولمبيك الكاف؟ -أنا واحد من أبناء الجمعية لما عرضوا عليا رئاسة الفريق في ظروف استثنائية لم أتردد لحظة في ردّ الجميل لفريقي والحمد لله أني مسكت بزمام الأمور لفترة وقتية كانت فيها كل السبل منعدمة حيث حرمنا من منحة البلدية والولاية كما ان المؤسسات الاقتصادية في الجهة دعمت الترجي والإفريقي والصفاقسي والنجم وتجاهلتنا وفي ظل تلك الصعوبات المريرة تعرضت الى عدة عراقيل كانت تهدف للإطاحة بي فتعددت الإعتصامات والاحتجاجات والإضرابات وكانت تلك البرامج مخططة لكن والحمد لله تمكنا من تسيير الدواليب بمجهودات خاصة ووضعنا الأولمبيك على السكة الصحيحة في الفترة الفاصلة من شهر ديسمبر الى غاية شهر جوان لكني بالمناسبة اشكر كل الذين ساندوني في السراء والضراء في ظرف صارعت فيه الأمواج لوحدي أحيانا فكانت تجربة حلوة ومرة لكوني اعتبر نفسي ابن الدار وابن الجمعية بكلّ المقاييس وسأظل على عهدي مساندا ومحبا رقم واحد لاولمبيك الكاف الذي أتمنى له العودة الى مكانه الطبيعي في الرابطة المحترفة الأولى خاصة أننا نحتفل في الصائفة القادمة بمرور 90 سنة على تأسيس الجمعية وعلى كل حال أنا ضميري مرتاح ولم أتورط في صكوك بدون رصيد وهذا من فضل ربي بعدما أحسنت التصرف المالي ولو على حساب بعض النتائج التي لم تكن مرضية بسبب شطحات وحسابات عديد الحكام . الخبير: على ذكر التحكيم ماذا تقول عنه؟ -مع الأسف التحكيم في تونس ملوّث بسبب البعض من الحكام ومن لجان التعيين وبالتالي يبقى التحكيم في بلادنا هو الدابة السوداء في كرة القدم التونسية مادمنا نشاهد في نفس الوجوه التي احتكرت الكراسي وعبثت بالقطاع وأدخلته في ظلومات لم تعرف النور بسبب المحاباة وسياسة المكيالين وكانت "الأندية الصغيرة والزواولية" يدفعون الضريبة غالية كلما تعلق الأمر بملاقاة كبار القوم، ولا يخفى على احد أن عديد المقابلات كانت تباع وتشترى بين المسؤولين ومساعدي الحكام أحيانا وحان الوقت ليتدخل وزير الرياضة شخصيا لوضع حدّ لنزيف التحكيم التونسي حتى يعيد إليه الاعتبار. الخبير: ماذا تقول عن هذه الأسماء؟ الصحبي الطنوبي: يعشق الاولمبيك لحدّ النخاع بلال الفضيلي: اتنمى ان يكون خير خلف ... مراد الشابي: حبذا لو يقع استنساخ لاعب في قيمته ومستواه كمال بن ابراهيم : في الكاف هو الشاف المختار التليلي: مدرب قدير كمال الباجي: رجل فاضل وأتمنى له الشفاء العاجل رياض المولهي: راهنت عليه وأتمنى له التوفيق والنجاح الخبير: ماذا ينقص اولمبيك الكاف لاستعادة أمجاده؟ -مدينة الكاف بالنسبة لي هي أفضل من سويسرا فلدينا مناخ سليم ومناظر خلابة وحضارتنا وتاريخنا يشهدان على عراقة وأصالة الكثير لكن ككل الجهات الداخلية تنقصنا العديد من الأشياء ونحن نطمح لتنمية جهتنا على كل المستويات حتى تستعيد اعتبارها وذلك في القطاع الرياضي والاقتصادي والاجتماعي سيما أن لدينا موارد منجمية يمكن استغلالها على الوجه الأكمل وبيئية وفلاحية لأن الكاف المهمشة في العهد البائد أتمنى أن تستعيد بريقها وشعلتها بعدما عشنا الحرمان والخصاصة الاجتماعية لأكثر من نصف قرن. الخبير: بماذا نختم معك هذا الحديث؟ -أدعو كل الكافيين الى توحيد الصفوف لما فيه الخير لمصلحة الجمعية وأتمنى ان توفق الحكومة الحالية في دفع المسار التنموي والاقتصادي في مدينتنا التي ظلت محرومة ومهمشة وتفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم وأتمنى ان يكون غد تونس أفضل من حاضرها . أجرى الحديث: أنس العامري