من المشاكل الحادة التي يشتكي منها كافة المواطنين في أنحاء الجمهورية مسألة النظافة في المدن وتكدس الفواضل المنزلية في أهم الساحات والشوارع وهذا مظهر سلبي للغاية لم نتعوّده أبدا . في البداية قالوا إنّ عمّال البلديات يشتكون من الإهمال! ولكن هذا الإهمال منذ متى ؟ يقول النقابيون منذ القدم !واستغلوا حالة الانفلات الأمني والإداري والأخلاقي وشنّوا الإضراب تلو الإضراب و أصرّوا على تحقيق مطالبهم ...وتكدست أكوام الفضلات وأفرزت روائح كريهة للغاية ومع ذلك واصلوا الاعتصامات والإضرابات إلى أن تم الاتفاق مع الجهات المعنية وعاد العمال إلى العمل ولكن بوتيرة بطيئة للغاية وبقيت مظاهر الأوساخ التي لم نتعوّد عليها واضحة للعيان في أهم الشوارع والساحات ولا داعي للإشارة إلى حالة داخل أسوار المدينة فهي مخجلة .. وعندما توجه سؤال إلى أي مسؤول بلدي يجيبك بأنه كلما سأل الأعوان عن سبب تقاعسهم ينبري إليك مسؤول نقابي ويهدّد باعتصام وبإضراب ويختلق عدّة أسباب رغم أن قانون العمل واضح يجب احترامه وتطبيقه لأن الأعوان في الوقت الحاضر يتمردون على القانون ولا ينظرون إلاّ إلى الزيادات والمنح ... وفي الحي الذي أقطنه منذ شهر جانفي مرّت سيارة رفع الفواضل مرات تعدّ على أصابع اليد وخلال شهر رمضان مرت ثلاث مرات بسرعة وربما لأني كنت أمام الباب توقفت ورفعت كيسين صغيرين وفي ليلة العيد رنّ الجرس وعندما خرجت وجدت ثلاثة أعوان بسيارة رفع الفواضل أمام الباب مهنئين بالعيد ثم قالوا نطلب المساعدة هكذا بكل وقاحة ...نعم يطلبون "البقشيش". ولذا فإن قضية أعوان البلديات ليست الحصول على زيادات بل هي أعمق من ذلك ...قضية استغلال وضع ومن جميع الزوايا ...مثلهم مثل المستكرشين الذين يستغلون الفرص لمزيد الحصول على المال وترك الأوضاع تتعفن ...من المخجل أن يتحوّل عون يتحصل على مرتب قار أي مورد رزق إلى متسوّل مسكين يقرع الأبواب ويطلب الإحسان ...هذا عار ...ويزداد الوضع تعفنا عندما تساندهم النقابات وتشجعهم على الانحراف والتقاعس . م. ك