شريط سراب أو رحلة الملوك اشتركت في إنتاجه سنة 1982 تونس وشركة-كارطاغو-وشركة تشيكية... قيل في ذلك الوقت أن إمكانيات واسعة وضعت تحت تصرّف المخرج وفريق الإنتاج خاصة وأن الشريط من صنف الحكايات القديمة ويتطلّب مشاهد وملابس تتماشى وأجواء الأحداث وهي كالأتي (يحكى أنه كان في قديم الزمان فلاح فقير إسمه مملوك يعيش في مملكة نائية عيشة الحرمان والإحتياج...) اشترك في صياغة السيناريو كل من المخرج عبد الحفيظ بوعصيدة وكميل بيكسا وباروسلاف فوكرال وتولى الإخراج عبد الحفيظ بوعصيدة. تمثل توفير الإمكانيات التي طلبها المخرج في جلب الممثلين الذين إقترحهم وخاصة اليونانيان يورغو فواياجيس والممثلة الشهيرة إيرين باباس والتركي بكيم فاهميو مع أسماء أجنبية مثل جوراج كوكورا ميرولاف ماشاسك وجوزيف كرونر...ومن المحليين اشترك عبد اللطيف الحمروني ونور الدين القصباوي وأحمد السنوسي ومنى نور الدين...ووضع الموسيقى ارمندو تروفاجولي...وتمت عملية التحميض في استديوهات براغ...أي أن كل بوادر النجاح كانت متوفّرة ...لكن الشريط اثر ظهوره لم يقنع...وإكتفى بكلمة –لم يقنع-وقيل الكثير عن ظروف تصويره وإعداده...كالم في أوساط السينمائيين غير عادي...حتى أن المخرج عبد الحفيظ حين إلتقاني صدفة في ممرّات وزارة الثقافة تنهّد بعمق وقال دون أن أسأله عن أي شيء (ليس ذلك الفيلم الذي كنت أريده...ومع الأسف لا أستطيع أن أتكلّم ...)وكنت اعرفه عندما كان يعمل في التلفزة في النصف الثاني من السبعينات...) حاولت أن أعرف سرّ ذلك الإعتراف وخاصة التنهيدة العميقة فلم أتحصّل إلاّ على ملاحظات شفاهية لا يمكن الإعتماد عليها في كتابة تحقيق ...واليوم وقد مرّت 29سنة بأكملها...هل هناك من يكشف عن كل الأسرار التي أحاطت بإنجاز هذا الشريط... أرى في قائمة المشاركين في إدارة الإنتاج عدّة أسماء تنشط إلى الأن...هل يمكن أن تنير التاريخ؟ م.ك