سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في أوّل تصريح لوسيلة اعلام عربية: المنتج التونسي المهاجر عماد بلقاسم ل «الشروق»: شريطي الوثائقي حول «حزب اللّه» إنارة للرأي العام البريطاني وصرخة من أجل السلام..
مرّة أخرى تضرب الكفاءات التونسية موعدا مع الإبداع.. وفي كلّ مرة يفاجئنا أحد الرموز الثقافية بعمل يبرز الطاقات الكامنة فيه والتي انتظرت التوقيت المناسب كي تنفجر.. يسري بوعصيدة واحد من هؤلاء الذين صبروا وصابروا حتى جاءته الفرصة التي حلم بها فانقضّ عليها ليؤكد قيمته وجدارته بأن يكون محلّ ثقة الجميع.. عماد بلقاسم رجل أعمال تونسي مقيم ببريطانيا منذ 15 سنة عمل في مجال التجارة والسياحة والاعمار العقاري آمن بيسري بوعصيدة وأوكل إليه انجاز شريط وثائقي حول حزب اللّه. حول هذا العمل وظروف الانتاج خصّنا هذا المنتج الشاب بحديث هو الأول لوسيلة إعلامية عربية: كيف جئتم إلى مجال الانتاج التلفزي؟ الإعلام اليوم هو أهم وسيلة لنجاح أي نشاط آخر، أكان سياسيا أو اقتصاديا أو حتى إنسانيا. أي مؤسسة إنسانية ذات أهداف نبيلة لا يمكنها النجاح إذا لم تتمتع بالتغطية الإعلامية الكافية. في المشهد الإعلامي مازالت وستبقى التلفزة هي اللاعب الأمثل. لذلك بعثنا شركة هنا في انقلترا للعمل في هذا المجال. لكن الانتاج التلفزي يتطلب خبرات ومهارات فنية؟ الانتاج التلفزي نشاط اقتصادي كغيره من الأنشطة، المهم أن يكون لك التمويل المناسب والخبرة الكافية لإدارة المؤسسات والتصرف في الموارد البشرية وخاصة العلاقات المتميزة. عندها تحسن اختيار أصحاب المهارات الفنية والخبرات العالية وتجيد إدارتهم. وقد انتجنا بعض البرامج والأفلام الوثائقية وهناك نية لانتاج الدراما وبرامج الأطفال وأعني بالدراما أفلاما ومسلسلات بريطانية وعالمية.. كيف فكرتم في انجاز وثائقي حول حزب اللّه؟ من منطلق علاقاتي المتميزة ببريطانيا وتواجدي على الساحة السياسية هنا، إضافة إلى أصولي العربية الإسلامية، أدرك كم هومهم لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط أن نتجاوز جميع الأفكار المسبقة والتعميمات السلبية من كل الجهات. لذلك أردنا من خلال هذا العمل أن نعرف المجتمع البريطاني خاصة والغربي عموما، عن حقيقة أوجه الصراع بين إسرائيل والعرب من خلال مثال الصراع الاسرائيلي اللبناني الأخير. وان العرب يبحثون عن السلام الحقيقي وانهم يقاتلون من أجل فرض هذا السلام على أصوله لا من منطلق تركيعي يعتمد الغطرسة وفرض الأمر الواقع. أوكلتم الاعداد والاخراج للمخرج التونسي يسري بوعصيدة المعروف بتخصصه في مجال الطفل فلماذا هذا الاختيار؟ الفنان يسري بوعصيدة مبدع بأتم معنى الكلمة، وإلا كيف تفسر نجاحه في الكتابة للطفل وإخراج برامج الأطفال وحتى صناعة الكرتون، في نفس الوقت الذي كتب فيه أحد أروع الكتب عن حياة الرسول وكتاب عن أبي بكر وكتاب بالفرنسية عن قضية الصور المسيئة للرسول. النشاط الذي تحدثت عنه ليسري عرفناه في تونس وعايشناه عن قرب لكن موضوع حزب اللّه حسّاس ويتطلب حذرا وخلفية سياسية ومعرفة التوازنات المتعددة؟ يسري متشبع بقضايا الأمة الإسلامية وكمثقف له خلفية واسعة جدا. إضافة إلى أن عمله لمدة سنوات في مجال الطفل رغم كفاءاته العالية دليل على حس مرهف وضمير حي يساهم في طرح الموضوع بشكل إنساني. اعتمدتم على فريق واسع من الفنيين والتقنيين البريطانيين واللبنانيين لماذا لم تلتجئوا إلى مخرج بريطاني أو لبناني؟ لقد وضعنا معايير عالية لاختيار المخرج منها الكفاءة العالية والذكاء الحاد في تناول الموضوع والثقافة والحيادية والموضوعية، وهي معايير لم تتوفر كلها سوى عند الأستاذ يسري بوعصيدة، الذي لم يقنعنا نحن فقط، بل أقنع كذلك فريق العمل وأبهر الفنيين البريطانيين الذين اخترناهم من خيرة الموجودين على الساحة أمثال أنتيا هارفي وبيتر جورجي ومارك وايتس الذين يعملون في برامج تبث كلها على ال«بي.بي.سي». ولا غرابة أن يكون النجاح باهرا حيث قمنا بعرضه على القنوات الأجنبية في السوق العالمية للبرامج التلفزية الأخير بمدينة «كان» الفرنسية ولاقى الاهتمام من عديد القنوات الضخمة، ومن عديد الدول أمثال اليابان وكندا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها.. لم أشك لحظة أن العمل سيكون ناجحا ماديا. لكني سعيد أيضا بردود فعل المحترفين في الميدان وإجلالهم للطاقات التونسية. أراك تكيل المديح لابن بلدك يسري؟ لم يقع اختيار يسري لأنه تونسي بل لأني رأيت فيه مواصفات لم أرها في غيره مثل الحماس والتفرغ والغيرة وغيرها من الصفات التي يطلبها أي منتج حريص على نجاح عمله ولعلّي لا أذيع سرّا حين أقول لك أني سأواصل التجربة معه في أعمال أخرى سننطلق في الاعداد لها قريبا ولكني لن أقتصر على يسري بل لي اتصالات مع مخرجين أجانب ومن تونس أيضا التي برهنت الأحداث أنها منجم يعجّ بالطاقات لكنها تنتظر فقط فرصتها لتنفجر إبداعا وتألقا والغريب أن تدفن بعض المواهب ولا يوجد بلد في العالم يشجع على الابداع مثل تونس ولا رئيسا يحرص على الفنانين مثل رئيسنا، لكن المشهد الإعلامي والثقافي لا يتماشى وما تبذله الدولة من مجهودات للأسف. لقد حظي يسري بوعصيدة بعناية شخصية وفائقة مباشرة من لدن سيادة الرئيس الذي دعمه ماديا ومعنويا في أكثر من مناسبة، كما حصد جوائز عالمية عدة، ومع ذلك أربع مشاريع قدمها للتلفزة التونسية على امتداد سنتين لم يقوموا حتى بالرد عليه سلبا. لقد كان معي في سوق «كان» الفرنسية وأستطيع أن أؤكد لكم بأنكم ستفاجؤون بأسماء القنوات الضخمة التي سيتعامل معها السنة المقبلة. قلت أنك قد تتعامل مع مخرجين من تونس، هل شوقي الماجري واحد منهم؟ شوقي واحد من الذين لم يجدوا حظهم إلا خارج تونس مثل يسري بوعصيدة وغيرهما كثير. هل سيعرض هذا الشريط في تونس؟ لست أدري. الفيلم أصبح بين أيدي موزعين من بريطانيا وأمريكا، وأستراليا وهم من يقومون بعملية البيع. ولكننا قد نقوم بعرض خاص للإعلاميين. ماذا عن ظروف التصوير؟ وما هي التسهيلات التي قدمت لكم في جنوب لبنان؟ وماذا كان رد فعل قيادات حزب اللّه تجاه هذا الشريط؟ ابتسم عماد: كلها مسائل سنسلط عليها الضوء في ندوة صحفية خاصة يبدو أنك نهم لم تقنع بهذا الانفراد الصحفي!