كشفت عملية مسح انجزها الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بالتعاون مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية حول العنف ضد المرأة ، أن 31 فاصل 7 بالمائة من النساء التونسيات يتعرضن للعنف طيلة حياتهن. وقد أجريت عملية المسح على عينة من النساء ممثلة للمجتمع التونسي تتكوّن من 3873 امرأة ضمن الشريحة العمريّة 18 -64-سنة.
وأفادت 47 بالمائة من النساء المستجوبات ( أي حوالي نصف المستجوبات ) واللائي تتراوح أعمارهن بين 18 و64 سنة أنهن تعرضن لواحد من أنواع العنف على الأقل مرة واحدة طيلة حياتهن.
ويتقارب في هذا المجال نساء الريف والمدن بشكل كبير ولا توجد فوارق بينهما.
ويأتي في المرتبة الأولى العنف المادي ( اعتداء بالعنف الجسدي مثل الصفع، اللكم، الركل، الحجز، الخنق، الحرق ...) بنسبة 31.7 بالمائة وهو بذلك الأكثر انتشارا.
أما في المرتبة الثانية فنجد العنف النفسي (السب والتخويف والاحتقار والحط من القيمة والقدح في القدرات الذهنية واستنقاصها والسخرية من الجسد والمظهر والممارسات اللفظية والإيحاءات التي تجرح...) بنسبة 28.9 بالمائة.
ويأتي العنف الجنسي ( إجبار المرأة جسديا على أن تقيم علاقات جنسية ضد إرادتها، إجبارها على ممارسات جنسية تعتبرها وضيعة ومهينة، التلمس أو التحرش الجنسي أو الاستغلال الجنسي...) في المرتبة الثالثة بنسبة 15.7 بالمائة.
ويأتي في المرتبة الأخيرة العنف الاقتصادي (الاستغلال المالي ، السرقة، الابتزاز، الاستغلال المفرط لوضعية التبعية الاقتصادية، الحرمان من المال أو من الضروريات الحياتية، مراقبة التصرف في الراتب، بيع الأثاث أو ما شابه ذلك، رفض المساعدة المالية ) بنسبة 7.1 بالمائة.
وبالنسبة للفضاءات التي يمارس فيها العنف نجد في المرتبة الاولى الدائرة الحميمية ( الزوج الخطيب الصديق ) الفضاء الأول الذي يمارس فيه العنف المادي ضد المرأة.
كما يبين المسح ايضا أن الشريك الحميم هو الذي يمارس العنف المادي في 47.2 بالمائة من الحالات، والعنف النفسي في 68.5 بالمائة من الحالات، والعنف الجنسي في 78.2 بالمائة من الحالات، والعنف الاقتصادي في 77.9 بالمائة من الحالات.
ولم يشمل هذا المسح الوطني حول العنف ضد المرأة بيانات حول الدين أو الحجاب كما لم يورد معطيات حول النساء اللاتي تتكفلن بالإنفاق على أزواجهن.
و تقول مصادر من الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري أن الديوان يعمل على الوقاية من العنف ضد المرأة ضمن خدمات التوعية والتثقيف والإصغاء والتوجيه لفائدة النساء ضحايا العنف في كامل هياكله.
كما يعمل على تركيز خطط عمل وتدخل أكثر نجاعة وعمق وخاصة في مجال الإحاطة النفسية والطبية بالنساء المعنفات.
