تونس (وات)- توصل مسح ميداني انجزه سنة 2010 الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري بالتعاون مع الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية وشمل عينة تمثل 4000 امرأة من مختلف جهات البلاد إلى نتيجة مفادها ان 47 فاصل 6 بالمائة منهن تتعرضن للعنف. وسجلت أعلى نسبة للنساء المعنفات في الجنوب الغربي ب 72 فاصل 2 بالمائة واقل نسبة بالوسط الشرقي ب 35 فاصل 9 بالمائة. كما أبرز المسح الذي تم تقديم تفاصيله الأربعاء في تونس ان المستوى التعليمي للمرأة لم يجنبها التعرض إلى العنف حيث تبلغ نسبة النساء المعنفات الأميات 49 فاصل 5 بالمائة والنساء ذوات التحصيل العلمي الثانوي 47 فاصل 9 بالمائة فيما تبلغ نسبة النساء الجامعيات المعنفات 41 فاصل 1 بالمائة من مجموع المستجوبات. ويمثل العنف الجسدي أكثر أشكال العنف تداولا بنسبة 31 فاصل 7 المائة والعنف الجسدي ب 15 فاصل 7 بالمائة فيما تبلغ نسبة العنف الاقتصادي 7 فاصل 1 بالمائة. وتتعرض 47 فاصل 2 من المستجوبات إلى العنف الجسدي من قبل الشريك و43 بالمائة من قبل العائلة و9 فاصل 8 بالمائة من خارج الوسط العائلي وغادرت 40 فاصل 9 المائة من النساء المعنفات منازلهن في ما تقدمت 17 فاصل 8 بالمائة بشكاوى قضائية. واظهر المسح كذلك ان امرأة من بين 5 نساء تعرضت على الأقل لمرة واحدة إلى العنف الجسدي في حياتها وامرأة من 6 نساء تعرضت إلى العنف الجنسي والاقتصادي واعتبرت 73 بالمائة من المستجوبات انهن لا ينتظرن المساعدة من أي شخص. وتمثل العائلة الملاذ الوحيد للنساء المعنفات اذ لم تقم الا 5 فاصل 4 بالمائة من المستجوبات بذكر المنظمات غير الحكومية و3 فاصل 6 بالمائة الشرطة و2 فاصل 3 بالمائة المؤسسات الصحية. وقال عبد اللطيف المكى وزير الصحة بالمناسبة "ان العنف المبني على النوع الاجتماعي يمثل عائقا امام تحقيق ما تصبو إليه الإنسانية من مساواة وعدالة اجتماعية ونماء مستديم وامن شامل" ،مشيرا إلى ان العنف ضد المرأة يؤدى إلى عدم المساواة القائمة على أساس الجنس البيولوجي. وأضاف ان منظمة الصحة العالمية أبرزت في تقرير أعدته سنة 2002 ان العنف ضد المرأة هو سبب رئيسي من أسباب الموت والعجز لدى النساء في الفئة العمرية من 16 إلى 44 سنة إلى جانب تسببه في أضرار كبرى للصحة الإنجابية والجنسية.