سجّل برنامج بلا مجاملة على قناة حنبعل ليلة الأحد سابقة هي الأولى من نوعها تمثلت في انسحاب سمير ديلو، وزير حقوق الانسان والعدالة الانتقالية، من برنامج تلفزي رغم كثرة حضوره في البرامج التلفزية. وانسحب ديلو بعد أكثر من ساعة من انطلاق البرنامج الذي وقع تخصيصه للحديث عن حرية الاعلام والثقافة والابداع وحضره ضيفان وهما الوزير سمير ديلو والممثل لطفي العبدلي.
و جاء الانسحاب إثر مداخلة للطفي العبدلي تلتها مداخلة مطولة لسمير ديلو اعطى فيها رايه حول كلام العبدلي ثم انسحب رغم محاولات فرق البرنامج اثناءه عن ذلك. وتمحورت مداخلة لطفي العبدلي التي تسببت في المشكل حول ما بقي عالقا في ذهن التونسي من الثورة، حيث قال العبدلي أن مشهدين جميلين لن ينساهما التونسي وهما مشهد 14 جانفي بشارع بورقيبة والشعب ينادي " ديقاج " ومشهد يوم الانتخابات وخاصة مشهد " الاصبع الأزرق " المزين بالحبر الانتخابي.
ويبدو ان العبدلي بمناسبة حديثه عن "الإصبع الأزرق " قام بإشارة سيئة بواسطة إصبعه في وجه سمير ديلو، ويبدو أيضا أن اسم راشد الغنوشي قد يكون ذكر بالمناسبة. وقد تم حذف اللقطة وعدم تمريرها في البرنامج وتم اقتطاع جانب كبير من كلام العبدلي لكن أغلب المشاهدين فهموا حقيقة ما حصل.
والملاحظ أن سمير ديلو لم ينسحب مباشرة إثر كلام العبدلي بل ضحك وقال لمقدم البرنامج "تمنيتك لو قاطعته قبل أن يكمل جملته"، ثم واصل ديلو الكلام وأعطى رأيه في حرية الاعلام والإبداع، وفجأة بدت عليه علامات الغضب وهو يلوم العبدلي على كلامه في سياق الحديث عن حرية الابداع.
وقال له بالخصوص أن الشجاعة التي اكتسبها البعض بعد 14 جانفي 2011 وحرية الابداع والتعبير لا تعني قول مثل ذلك الكلام. وبعد ذلك انسحب سمير ديلو من البرنامج و قال إن في الأمر "تطييح قدر" وأنه تمنى أن يكون مستوى لغة الحوار أرفع من ذلك، مؤكدا أنه المرة الأولى التي ينسحب فيها من برنامج تلفزي أو إذاعي.
ثم تواصل البرنامج ولام بقية الحاضرين ( لطفي العماري وحبيب جغام ) لطفي العبدلي على كلامه وعلى تصرفاته.
كما لقيت لقطة العبدلي انتقادات واسعة على موقع فايس بوك واتهمه الجميع بالنزول بمستوى الحوار في وسائل الاعلام التي تدخل بيوت كل التونسيين خاصة أن من بين الحضور مسؤول دولة، ومهما كانت الظروف والأحوال من المفروض ان يقع احترامه والحديث معه ومناقشته في كنف الاحترام.
