سجلت إيرادات السدود في تونس نقصا ب1 مليار متر مكعب تبعا لشحّ التساقطات وانخفاض معدّلها الوطني بنسبة 50 بالمائة، من سبتمبر 2022 الى غاية منتصف مارس 2023، وفق ما أكّده مدير عام مكتب التخطيط والتوازنات المائية بوزارة الفلاحة والصيد البحري، حمادي الحبيّب. وتراجع مخزون السدود، المقدّر عددها ب37 سدّا في تونس، بحسب المصدر ذاته، بحوالي 390 مليون متر مكعب، مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2022. وأقرّ الحبيّب خلال الندوة الوطنية حول التغيّرات المناخية والموارد المائية وسبل المحافظة على ديمومة القطاعات الاستراتيجية وعلاقتها بالأمن الغذائي والسيادة الغذائية، التّي انتظمت، الإربعاء، بمقر الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، بوجود إشكاليات في منظومة سيدي سالم ومياه أقصى الشمال جرّاء تراجع التساقطات. وتشمل هذه المنظومة 18 سدا وتوفر مياه الري لفائدة 7 ولايات، ويتعلّق الأمر بكل من باجة وبنزرت وتونس الكبرى ونابل، في ما توفر مياه الشرب لفائدة ولايات تونس الكبرى ونابل وسوسة وصفاقس. وأضاف أن مخزون سد سيدي سالم، وهو أكبر سد في تونس، والتابع للمنظومة المذكورة (منظومة سيدي سالم ومياه اقصى الشمال)، يقدّر ب16 بالمائة سلبي في حين تناهز طاقة استيعابه 580 مليون متر مكعب من المياه. وتابع قوله إنّ "وضعيّة سد سيدي سالم الحرجة هي جرّاء الانعكاسات التغيّرات المناخية". ورجّح ان تتوجه وزارة الفلاحة، في إطار إستراتيجة ترشيد استهلاك الماء، نحو تقسيط مياه الشرب في بعض الولايات من خلال قطعها خلال فترة الليل صيفا. ولفت إلى أنّ الوزارة تعمل حاليا على توفير مياه الشرب والري من خط سد سيدي البراق وسجنان، الذي تتراوح نسبة امتلائه بين 60 و70 بالمائة، مؤكدا تحويل حوالي 850 ألف متر مكعب يوميا من هذه المنظومة لفائدة مياه الشرب. وقال " تولي الوزارة الأولوية القصوى لتوفير مياه الشرب، بالأساس، ثمّ الزراعات الكبرى وحماية الأشجار المثمرة". وفي ما يهم مقترح ممثل إتحاد الفلاحة، خلال الندوة، والمتعلّق بتحلية مياه البحر واستغلالها في الري، اعتبر المسؤول بوزارة الفلاحة أنّ هذه التقنية لاتزال مكلفة (3 دنانير لتحلية المتر المكعب الواحد) لذلك اختارت الدولة إنجاز محطة تحلية في جربة في ما لا تزال ثلاث محطّات أخرى في طور الانجاز ويتعلّق الأمر بمحطّات قابس وصفاقس وسوسة، التّي سيخصّص إنتاجها لمياه الشرب. وأكد، في السياق ذاته، التوجه نحو تكثيف استعمال المياه المعالجة في ري الزراعات الكبرى والحبوب كحلّ ممكن في ظل ندرة المياه، علما وأن نسبة اعتماد هذه المياه في قطاع الفلاحة، حاليا، لايتجاوز 8 بالمائة. يذكر أن الندوة الوطنية، التّي نظمها اتحاد الفلاحة، حضرها عدد هام من الفلّاحين وخبراء في مجال المياه وممثلين من وزارة الفلاحة والمعهد الوطني للرصد الجوي.