لم تكن الحركة عادية اليوم الخميس وسط العاصمة خاصة بمحطات النقل العمومى التى بدت مقفرة ومهجورة بسبب تواصل تعطل خدماتها بالكامل لليوم الرابع على التوالى نتيجة الاضراب المفتوح الفجئى الذى يشنه أعوان شركة نقل تونس منذ عشية الاثنين الماضى. وقد خلت المحطات الكبرى للمترو والحافلات الجمهورية حديقة ثامر على البلهوان برشلونةتونس البحرية من المسافرين الذين توافدوا بأعداد كبيرة وجلهم من الموظفين والعملة والطلبة والتلاميذ منذ الصباح على وسط العاصمة سيرا على الاقدام فى حين لجأ الكثير منهم الى وسائل النقل الخاصة أو سيارات الاجرة. وفى المقابل غصت الاماكن المخصصة لسيارات التاكسى الجماعى بالمسافرين الذين تدافعوا الى حد الشجار من أجل الظفر بمقعد والالتحاق بأماكن العمل أو الدراسة فى الوقت. وأعرب عدد من مستعملى النقل العمومى فى تصريحات ل عن خيبة أملهم فى ما الت اليه وضعية النقل العمومى فى تونس وعن غضبهم واستيائهم العميق مما اعتبروه تجاهلا للمصلحة العامة من خلال تواصل الاضراب لليوم الرابع على التوالى وعدم اكتراث لحالة المواطن ومعاناته ولاسيما من محدودى الدخل. وقالت حليمة امرأة فى العقد الخامس من عمرها صارخة وقد نزعت وشاحها من على رأسها تعبيرا عن سخطها من تواصل الاضراب وغياب وسائل النقل العمومى انها خرجت من بيتها منذ الساعة الخامسة صباحا ولم تتمكن من الوصول الى مقر عملها كعاملة تنظيف باحدى الشركات الخاصة الا بعد مرور حوالى ثلاث ساعات وذلك عن طريق سيارة خاصة لاحد الاجوار وبمقابل مالى. وبكثير من الاستياء ذكر محمود وهو كهل يملك محلا لبيع الملابس الجاهزة أنه اضطر رغم مرضه الذى يستوجب منه الراحة التامة الى الوقوف بالمحل بدلا عن العاملة التى لم تستطع مباشرة عملها بسبب تواصل الاضراب الذى وصفه بغير المعقول. ووصف أحد المواطنين سيارات النقل الجماعى بالمنقذ فى مثل هذه الظروف التى اعتبرها مزرية ولا تليق بمستوى ما حققته تونس من انتقال ديمقراطى. ومن جانبه قال أحمد سائق سيارة تاكسى جماعى ان جميع سائقى هذه السيارات قد تجندوا منذ اليوم الاول للاضراب للعمل من الساعة الخامسة صباحاالى منتصف الليل دون أخذ قسط من الراحة ولئن أجمع جل المستجوبين على حق الجميع فى الاضراب فقد أهابوا بأعوان النقل الى وقف الاضراب بما يمكن من انهاء معاناتهم اليومية داعين الحكومة والاطراف النقابية الى تحمل مسوولياتها والتدخل العاجل لايقاف هذه المعضلة. يشار الى ان التواجد الامنى كان مكثفا فى محيط المحطات الرئيسية للنقل العمومى تحسبا لاى ردة فعل من المواطنين على خلفية تواصل الاضراب.
