يواصل الهاشمي الحامدي التعامل مع المستجدات في الساحة التونسية عبر البيانات اللندنية التي يصدرها تباعا من مقر إقامته في العاصمة البريطانية منددا بموقف الإهمال و"الحقرة " الذي تتعامل به معه مختلف العائلات السياسية ..وفي هذا الصدد أصدر الحامدي في نهاية الأسبوع بيانا جديدا يستنكر فيه رفض السياسيين التعامل مع العريضة واستيائه من الحملة التي يصفها بالشرسة ضده ويعلن أنه قرر تجميد نشاطه السياسي في تونس (هكذا) وإعفائه نواب العريضة من أي التزام معنوي تجاهه ...وفي ما ياي النص الكامل للبيان الحامدي الجديد : " لندن في 20 نوفمبر 2011 طلبت الأسبوع الماضي اعتذارا من عدة جهات سياسية وإعلامية عن حملة الكراهية والإقصاء والحقرة، التي أتعرض لها شخصيا ويتعرض لها تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية (التفاصيل موجودة في موقعي في الإنترنتwww.alhachimi.net). وبما أن هذا الاعتذار لم يصدر، فإنني أعلن ما يلي : 1 أسجل بأسف واستنكار شديدين أن هناك فيتو قوي ورفض متشنج من الطبقة السياسية لمشاركتي في الحياة السياسية ببرنامج سياسي واجتماعي يدافع عن الشباب العاطل عن العمل والفقراء والمحرومين في تونس. وأنا لن أنازع هذه الطبقة السياسية على السلطة أبدا، ولا أريد أن أدخل معها في صدام ومواجهة، إني دخلت الانتخابات للدفاع عن الفقراء والمحرومين وليس طلبا للسلطة والمناصب والمغانم . 2 لقد تربيت في عائلة فقيرة في سيدي بوزيد على الصدق ومكارم الأخلاق، وعشت أكثر من نصف عمري في بريطانيا حيث يتعامل الناس بالكلمة وبمكارم الأخلاق، غير أن خصومي في تونس لا يتعاملون بهذا المنطق أبدا، وإنما يشنون علي حربا شعواء شرسة وغير أخلاقية، ويحاولون بكل وسيلة فاسدة وغير مشروعة اغتيالي معنويا وسياسيا. أعترف بأنني لا أستطيع التعامل مع أناس بلا أخلاق ولا ضمير. ولا أستطيع التعامل مع أناس يتجاهلون عمدا وبنية سيئة أنني حوكمت سياسيا في عهد بورقيبة وبن علي، وأعيش في المنفى منذ ربع قرن، ويكفيني برنامج "المغرب الكبير" وبرنامج "الحلم العربي" في قناة المستقلة دليلا على أنني قدمت لمعركة الحرية لتونس ما لم يقدمه 99 بالمائة من خصومي السياسيين . 3 احتجاجا مني على حملة الكراهية والإقصاء والحقرة التي لم تستهدفني وحدي وإنما استهدفت الفئات الاجتماعية التي منحتني أصواتها في الانتخابات، وهي الفئات التي فجرت الثورة وحررت تونس وأطلقت الربيع الديمقراطي في العالم، فإنني أعلن رسميا أنني أعتبر النظام السياسي الجديد في تونس فاقدا للشرعية الأخلاقية والسياسية، وأعتبر المجلس التأسيسي الجديد الذي تم إقصائي من جميع المشاورات الخاصة بتنظيم عمله، فاقدا للشرعية الأخلاقية والسياسية، وأعلن التجميد الفوري والكلي لنشاطي وعملي السياسي في تونس . هذا يعني بوضوح تام أن النشاط السياسي في الشأن التونسي لمحمد الهاشمي الحامدي، بصفته صاحب مبادرة العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية، وهي الصفة التي وردت في جميع البيانات الانتخابية التي علقت من طرف جميع قوائم العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية في كامل تراب الجمهورية، وأكدها وأقر بها حرفيا، بالصوت والصورة، رؤساء وممثلو القوائم الانتخابية المترشحة باسم العريضة الشعبية في بياناتهم الإنتخابية التي أذاعتها التلفزة الوطنية خلال الحملة الانتخابية، أؤكد أنني قررت اليوم وعبر هذا البيان تجميد نشاطي السياسي في الشأن التونسي بهذه الصفة . 4 أعلم الرأي العام أيضا، أنني لم أطلب من النواب الفائزين في الانتخابات باسم العريضة الشعبية الانسحاب من المجلس التأسيسي أو التضامن معي في هذا الموقف. كما أنني أشكرهم وأعفيهم من أي التزام سياسي أو معنوي تجاهي حتى تكون لهم الحرية الكاملة في اتخاذ مواقفهم وسياساتهم في المجلس التأسيسي وخارجه . 5 أوضح أيضا أنني بداية من تاريخ هذا البيان أخلي طرفي وأعلن أنني لا أتحمل أية مسؤولية من أي نوع كان، عن أية مواقف أو أنشطة سياسية تنسب إلى العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية . وأعلم الرأي العام أيضا أنني، بعد اتخاذ قراري هذا بتجميد نشاطي السياسي والإعلان عنه رسميا في هذا البيان، لم أفوض أي شخص أو طرف أو جهة للحديث باسم العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية في تونس أو خارجها، كما أؤكد للجميع، من باب الإحتياط، أنه ليس لدي حساب في الفايسبوك ولا في خدمة تويتر أو أي برنامج آخر من برامج التواصل الاجتماعي، أقول هذا حتى لا ينتحل أي شخص اسمي لبث أخبار أو مواقف مزورة وغير صحيحة في هذه المواقع . 6 إن الإعلان عن تجميد نشاطي السياسي في الشأن التونسي هو قراري الشخصي الذي توصلت إليه بعد تفكير عميق وبعد استشارة عائلتي وكثير من الأصدقاء والأنصار المخلصين. وإنني أناشد كل من يكن لي ذرة حب أو تقدير وجميع أفراد الشعب التونسي العزيز، أن يتفهموا موقفي ويعترفوا بحقي في اتخاذ هذا القرار، وأدعو الجميع إلى التمسك بالهدوء واحترام القانون وتجنب أي نوع من ردود الأفعال غير المشروعة وحتى المشروعة لأن المصلحة العليا للبلاد والمحافظة على السلم والاستقرار في ربوع بلادنا العزيزة أعلى وأهم مليون مرة من العريضة الشعبية وصاحبها . وفي الختام أعيد شرح موقفي الجديد وتلخيص بياني بلسان شاعر تونس الفذ، شاعر الثورة والحرية أبي القاسم الشابي حين قال : كلّما قام في البلاد خطيب موقظ شعبه يريد صلاحه ألبسوا روحه قميص اضطهاد ٍ فاتكٍ شائك يرد جماحه أخمدوا صوته الإلهي بالعسف أماتوا صداحه وكفاحه وتوخّوا طرائق العسف والإرهاق معه، وما توخّوا سماحه هكذا المخلصون في كل صوب ٍ رشقات الردّى إليهم متاحه غير أناّ تناوبتنا الرزّايا واستبيح الحمى وايّ استباحه أنا يا تونس الجميلة في لج الهوى قد سبحت أي سباحه شرعتي حبّكِ العميق وإنّي قد تذوقت مره وقراحه لا ابالي وإن أريقت دمائي فدماء العشاق دوماً مباحه وبطول المدى تريك الليالي صادق الحب والولاء وسجاحه إن ذا عصر ظلمةٍ غير أني من وراء الظلام شمت صباحه ضيع الدهر مجد شعبي ولكن سيرد الأحرار يوما وشاحه وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد الرحمة المهداة للعالمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين"