عاجل_ حملة كبرى بشواطئ سوسة: حجز معدات وتحرير مخالفات بالجملة!    منال بوعلي: من باجة إلى قناة الجزيرة... مسيرة إصرار ونجاح    مأساة بسبب سلسلة معدنية.. وفاة رجل أمريكي جذبه جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي    أعنف غارة منذ بداية الحرب.. إسرائيل تنسف آخر منزل ببيت حانون    ألمانيا.. مقتل رجل بعد إطلاقه النار على الشرطة والمارة    سخانة و شهيلي.. حضّر روحك لنهار صيفي بامتياز!    طقس الأحد : الحرارة في ارتفاع مع ظهور الشهيلي    تحذير من حرارة شديدة غدًا: فوق 44° في عدة ولايات    صفاقس : الدورة الثلاثون لمهرجان عروس البحر بجزيرة قرقنة من 25 جويلية إلى 7 أوت القادم    أفضل مشروب لترطيب الجسم في الطقس الحار...تعرف عليه    افتتاح الدورة 59 لمهرجان قرطاج: محمد القرفي يُحيي الذاكرة الموسيقية التونسية والحضور الجماهيري دون المأمول    الداخلية السورية: تم إخلاء السويداء بالكامل من مقاتلي العشائر ووقف الاشتباكات في المدينة    السدود التونسية تبلغ نسبة امتلاء قدرها 35,6% في منتصف جويلية: تحسن ملحوظ مقارنة بالعام الماضي    العودة الجامعية 2025-2026: وزارة التعليم العالي تكشف عن الرزنامة الرسمية    ألعاب القوى – ملتقى هوسدن 2025: العيوني يحتل المركز الخامس    تونس – تراجع إنتاج النفط وزيادة الاعتماد على الغاز: حدود النموذج الطاقي الحالي    استراحة شعرية .. قصيدة «أنت لست سوى أنا»    قصيدة «المرأة المسلسلة»    تاريخ الخيانات السياسية (20) .. المقنّع الخراساني ، وادّعاء الألوهية    طقس الأحد: الحرارة تصل الى 46 درجة    سيدي بوزيد: الاتحاد الجهوي للشغل يطالب بتحسين وضع قطاع النقل بالجهة    وزير الشؤون الدينية يشرف على اجتماع تقييمي لموسم الحج ويؤكد مواصلة تطوير الخدمات لفائدة الحجيج    خطوة "سريعة" من زوجة الرئيس التنفيذي "الخائن" بعد الفضيحة    كميّات الحبوب المجمّعة تتجاوز 11 مليون قنطار حتّى 17 جويلية 2025    غلق جزء من الطريق الجهوية 36    الإعلان عن انطلاق موسم جني الحلفاء    هل سمعت ب''أم الشوالق''؟ شجرة زيتون في الكاف تحمل أسرار التونسيين    برمجة فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني الحاج منصر للفروسية والتراث    انتداب أصحاب الشهائد المعطّلين: مقترح جاهز لكن التصويت مازال    صفاقس: تزويد المركز الصحي الأساسي الوسيط بتجهيزات طبية متطورة    أريانة .. إجراءات للتوقّي من مرض الجلد العقدي لدى الأبقار    وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال بعد أكثر من 20 عاما في غيبوبة إثر حادث سير مأساوي    الجلسة العامة الانتخابية للنجم الساحلي: قائمة وحيدة مترشحة برئاسة زبير بية    الجيش الملكي المغربي يتعاقد مع اللاعب التونسي أشرف الحباسي    الكاف : حجز كمية من المخدرات مخفية في ابواب سيارة    قبلي: المركز الفني للزراعات الجيوحرارية يعتزم إحداث وحدة تابعة له بالجهة (رئيس مجلس ادارة المركز)    مسرحية "لاموضى" تحصد ثلاث جوائز ضمن مهرجان "ليالي المسرح الحرّ" بالأردن    عاجل: صفقة جديدة لتعزيز وسط ميدان النادي الإفريقي    كيفاش تحمي البيسي متاعك من السخانة؟    2.7 مليون قنطار من الحبوب: باجة تُنعش الأمن الغذائي الوطني    عاجل/ استشهاد 29 فلسطينيا من طالبي المساعدات في غزة بنيران إسرائيلية..    الرئاسة السورية تعلن وقفا شاملا وفوريا لإطلاق النار..#خبر_عاجل    عاجل/ في علاقة بغزة: ترامب يعلن..    من الأكشن إلى الكوميديا: أحدث الأفلام الجديدة على "نتفليكس"..    كيف تبني علاقة صحية مع طفلك؟ إليك 6 نصائح بسيطة وفعّالة    شراكة تونسية – عراقية لفتح أسواق دوائية جديدة وتعزيز السيادة الصحية    البطولة الافريقية للجيدو: تونس تحرز اللقب القاري    جلسة عمل بولاية تونس لمتابعة تنفيذ 3 مشاريع معطلة    الرابطة الأولى: اليوم سحب رزنامة الموسم الجديد    اليوم: الحرارة تصل إلى 44 درجة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات - منتخب المغرب يبلغ المربع الذهبي بفوزه على نظيره المالي 3-1    النادي الافريقي ينفي انهاء التعاقد مع المدرب محمد الساحلي    في يوم شديد الحرارة...الحماية المدنية تُحذّر    قيس سعيّد: دُور الشباب تحوّلت إلى أوكار... والرياضة تحتاج تطهيرًا عاجلًا    الشيخ العلامة يونس بن عبد الرحيم التليلي (فريانة) .. موسوعة علوم ومعارف عصره    تاريخ الخيانات السياسية (19) الرّاوندية يتخذون المنصور إلاها    عاجل: للقادمين من تونس نحو المروج: تغييرات في المسالك المرورية نهاية الأسبوع    أستاذ تونسي يُفسّر ''ناقصات عقل ودين''    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تونس بعد 12 سنة عن وفاته، لما اندلعت الحرب الكلامية حول بورقيبة؟
نشر في المصدر يوم 08 - 04 - 2012

مرت مؤخرا الذكرى الثانية عشرة لوفاة الزعيم التونسي الحبيب بورقيبة مؤسس الجمهورية الأولى، لكن هذه المناسبة تميزت على خلاف سابقاتها باندلاع ما يشبه الحرب الكلامية بين مؤيديه ومعارضيه أو بالأحرى بين محبيه وماقتيه. فما سبب هذا التضارب في الموقف منه؟ وكيف يمكن النظر إليه وإلى تاريخه بكل موضوعية وتجرد؟
في محاولة الإجابة، يجدر بنا البدء بالتعريف ببورقيبة والوقوف عند أهم المحطات التاريخية في حياته وسياسته إيمانا منا بأن نسبة كبيرة من التونسيين نشأت بعد إقالته من الحكم.
ولد بورقيبة في المنستير سنة 1903 وتلقى دراسته الجامعية في فرنسا حيث تخرج سنة 1927 واشتغل بالمحاماة. وباشر نشاطه الحزبي سنة 1931 بانضمامه إلى الحزب الحر الدستوري لكنه استقال منه بعد 3 سنوات ليؤسس الحزب الحر الدستوري الجديد في مدينة قصر هلال وينخرط مباشرة في مقاومة الاستعمار فتم اعتقاله بعد أشهر وبدأت رحلته مع السجن والنفي (الإجباري والاختياري).
وقد تميز بورقيبة بدهائه السياسي وقوة شخصيته وحكمته وبعد نظره ودقة مواقفه فكان طيلة عقدين من الزمن المناضل السياسي الأشهر في البلاد وفرض رأيه سنة 1955 في الرضا بالاستقلال الداخلي فقط بدل المطالبة بالاستقلال التام عكس ما تمسك به رفيقه السابق صالح بن يوسف. وبمجرد الحصول على الاستقلال التام في 20 مارس 1956 تفرغ لبناء تونس الحديثة ومحاربة خصومه اليوسفيين، وواصل البطش بكل من يخالفه الرأي ويعارض سياسته فتضرر منه الشيوعيون ثم القوميون ثم الإسلاميون.
كان بورقيبة رجل دولة متفتحا يمجد الحداثة والتنوير واللائكية ويمقت الرجعية في الدين، وتميز باتخاذ المواقف الجريئة بناء على حسن قراءاته للوضع وقوته في الاستشراف، من ذلك أنه اختار خلال الحرب العالمية الثانية الوقوف إلى جانب الحلفاء في حربهم ضد المحور رغم أن المنطق يفترض العكس لأن تونس كانت تقاوم محتلا من الحلفاء (فرنسا) وقد ظهر حسن اختياره عندما انهزم المحور لاحقا.
كما إنه اختار الاستقلال الداخلي عوض التام رغم معارضة أغلب التونسيين فلم تكد تمر سنة حتى تحقق الاستقلال التام، وللتاريخ فبورقيبة اختار بعد الاستقلال التقرب من المعسكر الغربي لإيمانه بحتمية سقوط المعسكر الشرقي وهذا ما تحقق في العشرية الأخيرة من حياته عندما تفتت الاتحاد السوفياتي وانفرط عقد حلف "فرصوفيا".
وقد أثار بورقيبة ثائرة العرب عندما خطب في أريحا سنة 1963 داعيا الفلسطينيين إلى تغيير مواقفهم ومطالبهم والرضا بجزء من فلسطين بدل تحريرها كلها لكنهم قبلوا بعد أقل من ثلاثة عقود بالقليل دون أن ينعموا بتأسيس دولتهم إلى اليوم.
وبورقيبة حقق العديد من المكاسب لتونس بفضل سياسته وخاصة منها ما يتعلق بالتعليم، والقضاء على الجهويات والعروشات، وتكريم المرأة...
لهذا نال حب شريحة هامة من التونسيين فمنهم من كتم حبه بعد صعود بن علي للحكم ومنهم من ظل يصدع به.
لكن سياسة "المجاهد الأكبر" لم تكن نقية من العيوب فهو الذي لطخ تاريخ التونسيين بدماء اليوسفيين وهو الذي عادى الديمقراطية، وهو الذي اختار سياسة التعاضد دون أن يحمل نفسه مسؤولية فشلها، وهو الذي اختار الوحدة مع ليبيا سنة 1974 قبل أن يلغيها نزولا عند أوامر وسيلة بورقيبة والهادي نويرة، وهو الذي أقام الحواجز بين تونس ومحيطيها العربي والإسلامي، وهو الذي كان عبدا للزعامة المطلقة.
هذه المساوئ لم ينسها خصومه والمتضررون من سياسته وخاصة منهم الإسلاميون فلم يغفروا له ولم يقبلوا لأحبائه التكتل من جديد تحت رايته.
لكن الرأي عندنا أن سبب الخلاف حول بورقيبة لم يعد منحصرا في شخصه بل تعداه إلى الواقع السياسي الحالي فأنصار بورقيبة يسعون الآن إلى التكتل تحت مرجعية قوية علها تزيد في قوتهم وتقيم لهم وزنا على الخارطة السياسية التونسية، أما المعارضون فيعون بشدة هذا التوجه ويتفهمون إمكانية تأثيره على قوتهم فيحاولون بالتالي الدفاع عن مصالحهم بالتركيز على مساوئ بورقيبة.
للموضوعية كان بورقيبة زعيما من الإنس أي إنه أصاب في بعض المواقف وفشل في أخرى، لكنه كان ولا يزال نقطة مهمة في تاريخ تونس الحديث يتوجب دراستها بكل تجرد وموضوعية قصد استخلاص ايجابياتها لتدعيمها وتحديد سلبياتها لتلافيها بدل اللعب بها في السياسة الحالية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.