تطوّرات خطيرة عرفتها ليلة الأمس سوق الجملة بئر القصعة (ولاية بن عروس) نجمت عنها أحداث عنف نتج عنها جرح ثلاثة عمال بجروح متفاوتة الخطورة كما تم غلق السوق منذ منتصف الليل وبقاء المتعاملين والفلاحين خارج أسوار السوق ممنوعين من الدخول لإنزال الخضر والغلال والأسماك واللحوم الأمر الذي أثر بصفة واضحة على نسق التزويد صباح الجمعة. ووفق المعطيات التي استقيناها والمتسببة في هذه التطورات الخطيرة في أن صراعا داخليا نشب ليلة أمس بين المنخرطين 1400 شخص في التعاضدية المركزية المركزية للخدمات والتي يرأسها أحمد بوعون على خلفية الاستعداد لانتخابات التعاضدية المقررة لهذا الأحد 6 ماي 2012.
وتؤكد مصادر من داخل سوق الجملة ببئر القصعة أن شقاّ كبيرا من المنخرطين في التعاضدية رفضوا ترشيح أحمد بوعون على رأس التعاضدية بسبب الإخلالات المتكررة والفساد المالي المتفشي في التعاضدية إلى جانب هضم حقوق العديد من العمال وفي المقابل تشبّث جانب آخر من المنخرطين الموالين لأحمد بوعون وعلى الأرجح أبناء جهته من الدويرات بولاية تطاوين.
وأمام هذا التجاذب واختلاف المواقف لجأ المنخرطون فيما بينهم إلى تبادل العنف باستعمال آلات حادة كالسكاكين وكذلك العصي الأمر الذي نتج عنخ إصابة ثلاثة أشخاص.
وعمد أعوان التعاضدية إلى غلق أبواب السوق أمام التجار والفلاحين منذ منتصف الليل وعلى ضوء هذه التطورات تحوّل والي بن عروس رفقة إحدى نائبات المجلس الوطني التأسيسي عن جهة بن عروس والتحق بهم لسعد العبيدي مكلف بمهمة بديوان وزير التجارة والصناعات التقليدية مع تواجد الرئيس المدير العام لسوق الجملة رضا الأحول والذي يحظى باحترام أغلب العاملين والمنخرطين بالسوق والذي طالبون بمحاربة الفساد المنتشر خاصة في التعاضدية.
وأضافت مصادرنا أن محاولات النقاش مع مثيري الشغب في أوساط التعاضدية باءت بالفشل إلى حين اتصال سمير ديلو وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية ببعض من القيادات في التعاضدية وإقناعهم بفتح أبواب السوق والسماح بإنزال البضائع والسلع لكي لا يتأثر نسق التزويد واعدا إياهم بإيجاد حلّ للموضوع.
وتم بعد ذلك فتح الأبواب على الساعة لسادسة صباحا واتخاذ قرار تأجيل انتخابات التعاضدية إلى موعد لاحق إلى حين أن تهدأ الأمور وإيجاد حلّ جذري وسط تمسك العديد من المنخرطين في التعاضدية بفتح ملفات الفساد ومحاسبة ال 12 عضوا في تركيبة مجلس إدارة التعاضدية وبالخصوص رحيل رئيس التعاضدية أحمد بوعون.
