المراسل- قال الناشط السياسي التونسي خالد شوكات إن "حكم حركة النهضة الإسلامية سيشكل ردة تاريخية وحضارية وسيقود تونس إلى دكتاتورية ناشئة" وأن "وصول النهضة إلى الحكم يعد عملية تخريبية لكل مكتسبات" دولة الاستقلال. ملاحظا أن التونسيين باتوا يتصورون أن ّبلدهم يسير على "طريق السودان وأفغانستان وباكستان" وشدد شوكات في مقابلة مع جريدة "التونسية" في عددها الصادر السبت أن حركة النهضة منذ وصولها للحكم "قدمت الكثير من المؤشرات الدالة على أنها لا تضمر خيرا للديمقراطية". ملاحظا أن مؤسسات الدولة تتعرض منذ تشكيل الحكومة إلى عمليات تخريب ممنهجة. وجاءت تصريحات شوكات بعد اندلاع موجة احتجاج عارمة في عدد من الولاياتالتونسية من بينها مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة احتجاجا على عدم إيفاء الحكومة بالتزاماتها ووعودها وعلى عدم توفر أبسط مقومات العيش بما في ذلك المياه الصالحة للشرب والنور الكهربائي. ولاحظ شوكات أنه "خلال ثمانية اشهر من حكم النهضة تتعرض الإدارة التي كانت تاج الدولة التونسية إلى حملات إفساد وتشويه وسوء تصرف وتنافر بين الوزراء والأجهزة لم يسبق لها مثيل". وأضاف أن "الشركات والمؤسسات العامة والمرافق من قبيل الماء والكهرباء لم تعرف أوضاعا بالغة السوء مثل الأوضاع التي انتهت إليها بعد وصول الإسلاميين للسلطة". وخلال شهر رمضان انقطعت المياه الصالحة للشرب والنور الكهربائي لأكثر من مرة في عدد من الجهات الداخلية وهو أمر لم يتعود عليه التونسيون مما دفع الحكومة بتشكيل لجنة تحقيق للبحث عما إذا كانت حالات "الانقطاع أعمالا تخريبية تستهدف الحكومة أم لا". واتهم شوكات حكومة حركة النهضة بارتكابها ل"انتهاكات متلاحقة طالت الحريات الشخصية والعامة والتي تحولت إلى ما يشبه الكوابيس الجاثمة على صدور كثير من التونسيين والتي تصور لهم بلدهم على أنه في طريقه إلى أن يكون على غرار السودان وأفغانستان وباكستان". وتابع "خلال أشهر قليلة من حكم النهضة شهد التونسيون خراب مرافق الماء والكهرباء والنظافة والأناقة والثقافة والفن والإدارة وهم في انتظار تخريب قريب للتعليم والإعلام والحياة العامة برمتها". وشكك في وفاء النهضة بإجراء الانتخابات القادمة في كنف الشفافية والنزاهة قائلا "أنا أشكك من موقعي كناشط سياسي وحقوقي في قدرة الحكومة على تنظيم الانتخابات في الموعد (مارس) 2013 وفي توفير ظروف وتشريعات ملائمة تمكن التونسيين من التعبير عن إرادتهم بطريقة ديمقراطية". ورأى شوكات أن تونس هي "أقرب إلى ديكتاتورية ناشئة مثلما عبرت عن ذلك زلة لسان رئيس الحكومة حمادي الجبالي منه إلى ديمقراطية ناشئة، بل إننا واقعون لا محالة في ما أسميته (الديمقراطية الفاشلة) حيث سيسعى حكام تونس الجدد إلى الحفاظ على بعض الشكليات الديمقراطية فيما سيظل أداؤهم التنموي كارثيا". وتتطابق تصريحات خالد شوكات مع آراء القوى السياسية المعارضة التي ما انفكت تحذر من هيمنة حركة النهضة على مؤسسات الدولة لتخريبها من الداخل مطالبة ب "تشكيل حكومة وحدة وطنية" تتكون من كفاءات من التكنوقراط قادرة على معالجة الملفات المستعصية على حكومة نهضوية تنقصها الخبرة والكفاءة.