المراسل: تفاقمت ظاهرة التسول بعد الثورة وتضاعفت خلال شهر رمضان المبارك حتى أصبحت ملفتة للإنتباه...إذ انتشر المتسولون خلال هذه الأيام في شارع الحبيب بورقيبة والأنهج المتاخمة يعترضون طريق المارة وأمام المساجد قبل آداء صلاة التراويح و بعدها وفي الميترو والمحطات والحافلات وفي الأسواق وفي المقاهي وفضاءات الترفيه... والغريب أن التسول في تونس لم يعد حكرا على التونسيين فحسب بل على الأجانب أيضا...إذ رصدنا خلال الفترة الأخيرة وجود أطفال من أصل سوري بصدد التسول في الأحياء الراقية على غرار المنازه والمنارات والنصر وقد فهمنا من خلال حديثنا الى عدد منهم أنهم يتكتمون عن هويات آبائهم وأنهم يقطنون بحي شعبي (حي التحرير) وقد كانت ملابسهم رثة للغاية ويبدو حسب بعض شهود العيان أن شاحنة تقلهم من حي التحرير الى الأحياء الراقية وهناك يتوزعون على المحلات للتسول وأعمارهم تتراوح بين 5 سنوات و 12 سنة. وتشير بعض المصادر الى أن هؤلاء الأطفال السوريين قد دخلوا الى بلادنا بطريقة غير شرعية عبر حدود الجزائر التي تضم حسب تقارير صحفية مالا يقل عن 25 ألف لاجئ سوري.. المعالجة الأمنية لكن السؤال المطروح في خصوص التزايد المتواصل لعدد المتسولين في تونس هل أن المسألة تعود الى تزايد نسب الفقر في بلادنا الذي بلغ حسب بعض الإحصائيات ربع الشعب التونسي أم أن المسألة تعود الى تساهل الأمن مع هذه الفئة؟ ذلك أن فرق الأمن المختصة في مجال التسول أصبحت حسب بعض المصادر أكثر تركيزا على الأطفال لحمايتهم من الاستغلال والانحراف أما بقية فئات المتسولين فلم تعد تتبعهم بالشكل الذي كان معتمدا في النظام السابق. تسوّل باسم الدين ظاهرة أخرى انتشرت لاحظناها خلال الفترة الاخيرة. فإلى جانب تذاكر بناء الجوامع التي يتجوّل بها الكثيرون مقابل وصل لا يضمن بأي حال مآل تلك الاموال والجهة التي سيحوّل اليها شاهدنا خيمة بباب البحر لجمع «فطرة العيد» ولم يؤشر بالخيمة على الجهة التي تقوم بجمع هذه الاموال ووجهتها الحقيقية مما يفتح الباب لعدّة تساؤلات أهمها لماذا هذا الصمت على التجاوزات؟