المراسل : تداولت العديد من وسائل الإعلام الدولية و العربية خبر مفاده أن أمير قطر حمد بن خليفة قد قرر التخلي عن الحكم لصالح أحد أبنائه، و بالرجوع للعديد من المعطيات و المستجدات على الساحة العربية نستطيع أن نستخلص أن بعض الخلافات بدأت تطفو على السطح بين العائلة القطرية المالكة و حليفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، مما دفع بالبيت الأبيض إلى اتخاذ قرار التخلي عن حمد... فالإدارة الأمريكية ذاقت ذرعا بربط قطرلعلاقات مع جماعات متطرفة في شمال إفريقيا و سوريا مما عطل مصالح الولاياتالمتحدة و الغرب في ليبيا و مالي، وهو كذلك ما عطل تزويد الجيش السوري الحر بالسلاح إذ تذبذب الموقف الغربي فيما يخص تسليح المعارضة السورية بدخول جبهة النصرة و لواء التوحيد على جبهة القتال و سيطرتهما على أجزاء هامة من سوريا... و قطر من جهتها تعلم أن مثل هذا التغلغل في سوريا و شمال إفريقيا سيغضب الولاياتالمتحدة إذا ما تجاوز حدوده، لكن قطر أرادت أن تفرض حضورها في المنطقة على الغرب، حتى لا يفكر هذا الأخير في التخلي عن دورها، لكن الولاياتالمتحدة تداركت الموقف و كان موقفها تجاه التدخل القطري مبكرا و ردعيا، بفرضها على الأمير حمد بأن يركن للراحة... كما أن قطر لم تتجاوز حدودها التي رسمتها لها الولاياتالمتحدة بربط علاقات مع جماعات متطرفة فقط، إنما تمادت كذلك بالإستثمار هنا و هناك، مستغلة في ذلك الأزمة الإقتصادية التي تهز الغرب لستتثمر في مناطق نفوذه، بل و لتستثمر كذلك بلدان غربية كفرنسا و إسبانيا... و لعل تجاوز قطر لحدودها فرضه معطيان هما الأزمة الإقتصادية الغربية التي فتحت للجزيرة الخليجية فرصة تعميق نفوذها، و المعطى الثاني هو تراجع مكانتها في الحسابات الأمريكية في الشرق الأوسط، فمؤتمر جينيف 2 الذي تقرر عقده لبحث مخرج سياسي للأزمة السورية بعد إتفاق وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري و الروسي سيرغي لافروف، مثل ضربة قاسية لقطر التي أرادت أن تكون اللاعب الأساسي في الأزمة السورية، خاصة فيما يخص القرار السياسي للمعارضة، لكن جينيف 2 سيكون فرصة للحوار المباشر بين النظام السوري و معارضة الخارج دون تأثير قطري... فهل تتخلى الولاياتالمتحدة عن قطر و تبحث عن سفير جديد لنواياها الحسنة في المنطقة كما فعلت قبل ذلك مع الكويت ؟؟ أم أن الأمريكيين يؤمنون بأن "تبديل السروج فيه راحة" و بالتالي سيتواصل الحلف مع الإدارة القطرية الشابة ؟؟