المراسل- وصف رئيس الحكومة السابق الباجي قائد السبسي حكومة الائتلاف الثلاثي الذي تقوده حركة النهضة الإسلامية بأنها "حكومة حزبية" لم تستجب إلى استحقاقات الثورة، مشددا على أنها تفتقر لأية "نظرة وطنية مطلقاً". وكشف السبسي أن النهضة أخلت ب"الاتفاق الذي كان بيني وبينها يوم أنهيت مهامي كوزير أول بأن تبقي على عدد من الوزراء التكنوقراط، لكن ذهب كل ذلك أدراج الرياح" مضيفا قوله "لقد غلبت عليها النظرة الحزبية الضيقة واختارت لعملها منهج المحاصصة والتعيينات حسب الولاءات". ودافع السبسي في مقابلة مع جريدة "الخليج" الإماراتية بثها موقعها الالكتروني الأربعاء عن المكاسب الحداثية لدولة الاستقلال التي تتنكر إليها حركة النهضة وفي مقدمتها قانون الأحوال الشخصية الذي يضمن حرية المرأة وحقوقها المدنية والسياسية. وأكد أنه "لا مجال للمساس بقانون الأحوال الشخصية وحرية المرأة" ملاحظا أن إصرار النهضة على تعويض "المساواة" ب "التكامل" يدخل في إطار "محاولة الالتواء على المكسب الأصلي" وطالب بضرورة "المحافظة على قانون الأحوال الشخصية كما هو". وحذر السبسي الحكومة من تداعيات احتكارها للحياة السياسية وللقرار السياسي وطالبها ب "استشارة القوى الحزبية في البلاد" حول القضايا الوطنية كما طالبها ب "التدرب على ثقافة الحوار" التي قال إنها "تنقصها". وشدد على أن هنالك "أزمة ثقة بين الحكومة وأصحاب القرار في الخارج" نتيجة "التصريحات والتصريحات المضادة للحكومة وانهماكها في التحضير للانتخابات على حساب قضايا عاجلة قامت من أجلها الثورة. واعتبر قائد السبسي أن الائتلاف الحاكم هو "ائتلاف انتخابي لوقت معين فقط، إذ هنالك اختلاف بشأن أمور جوهرية، وهو السبب الرئيسي الذي يقف وراء المشكلات التي طفحت على السطح مؤخراً، والتي ترسم ملامح العلاقة بين الأحزاب الحاكمة وتؤكد أنها علاقة جد متوترة، وهو ما تؤكده تصريحات الرئيس الانتقالي منصف المرزوقي خلال افتتاح مؤتمر حزب المؤتمر مؤخراً. وكان المرزوقي إتهم حركة النهضة الإسلامية، شريكه الأساسي في الحكم، بممارسة أساليب النظام السابق نفسها من خلال سعيها للسيطرة على دوائر الحكم في البلاد. وبخصوص تعاطي حكومة النهضة مع الإعلام قال الباجي قائد السبسي ''الإعلام أساسي وهو محراب الديمقراطية والحريات في البلدان''وأضاف يقول "كنت ومازلت أقول إن يكون الإعلام ضدي أحسن من أن يكون غير موجود، وهو ما لم تستوعبه الحكومة الحالية ...أريد أن أقول للإعلاميين إن الصعوبات وقتية وزائلة إذا استمروا في الدفاع عن القلم والكلمة الحق".