-قال السجين السياسي السابق عن حركة النهضة الحبيب الأسود أن "ماكينة" الفساد المتغلغل في أجهزة الدولة أقوى من كل عمل ديمقراطي ينصرف إلى المحاسبة والعدالة الانتقالية ..مضيفا أن الذي من حصل على 40 بالمائة أو 10 بالمائة من الأصوات في التأسيسي لا يستطيع التغيير سواء من خلال مرجعيته أو بنواياه للإصلاح ولذلك لا يتصوّر أن يرى الفاسدين في السجون ... وقال الأسود : لو قمنا بثورة انقلابية تنسف كل الواقع الفاسد لإنتاج واقع جديد يمكن أن نقول بإمكانية التغيير لكن ثورتنا هي ثورة ترقيع الفساد وتجميل القبح.. وذكرالاسود في تصريح مطول خصه لجريدة الصباح ان وزير الداخلية لا يعترف بفشله لأنه هناك صراع إيديولوجي يضغط عليهم لعدم التسليم بالفشل ,الشيوعي لا يريد التسليم والإسلامي كذلك والحداثي والعلماني أيضا حتى لو كان مخطئا فهو لا يريد الاعتراف بالخطإ..كل يتربّص بالآخر فعلي لعريض له مرجعيته المعينة بالتالي لا يجب أن يقول أنه فشل في مهامه .. وأكد الأسود ان حركة النهضة دخلت في «السيستام» القديم المبني على المصالح والعلاقات المشبوهة؟ وحتى المرجعية الدينية التي كانت رأس مال الحركة وقع تمييعها وأصبحت النهضة في نظر الناس ليست إسلامية بل تشتغل ضدّ مصلحة الإسلام فقد قاموا بتشويه صورتها وهي زكّت ذاك التشويه حسب تعبيره.. واعتبر الاسود ان حركة النهضة أفسدها المال والأعمال , فالنهضة حسب راية لا تحصل فيها انقسامات وانشقاقات لكن انسحابات ومن ينسحبون اليوم هم كثر على أساس الحفاظ على مرجعيتهم ونظافتهم لأن الماكينة داخل النهضة مبنية على مصالح هناك من كان وقت الأزمة يبني ويشيد ويملك سيارات وعندما أصبحت النهضة في الحكم تصدروا الصفوف الأمامية . واكد الاسود ان جزء من حركة النهضة استثمر سنوات جمر غيره ولعب بمشروعية المظلومية كورقة انتخابية كما أنه وقع تمعّش من الأزمة ,ومن كان في الرفاه في الخارج كان يتمعّش من أزمة الإسلاميين وكان يستجدي الهبات من المنظمات الدولية ومن الجمعيات كما كان بن علي يتمعّش من الأزمة بالقول أن هناك ارهابين ولا بدّ من مساعدة دولية لاجتثاث هذا الإرهاب ..وهناك من كوّن ثروات من هذا التمعّش. واكد الاسود ان اسم حركة النهضة برز بعد لقاء راشد الغنوشي ببن علي الذي طمأنه حول الكثير من القضايا منها التنظيمات الأمنية والمجموعة الأمنية ومناضلي الحركة الموجودين في الجيش والأمن ثم اقترح بن علي على راشد الغنوشي تغيير اسم حركة الاتجاه الاسلامي الى حركة النهضة لطمس وتغييب الصفة الاسلامية عن الحركة وقيادة النهضة حينها لبت هذا الطلب وتنكرت لإخوانها الموجودين في السلك الأمني والجيش الوطني. ويجدر التذكير ان الحبيب الاسود هو مهندس وقيادي سابق في حركة النهضة سجن في 29 أوت 1992 واحيل على المحكمة العسكرية الدائمة بتونس بتهمة الاعتداء على أمن الدولة المقصود به تبديل هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضا بالسلاح وتحريض العسكريين على الانضمام الى تنظيم ذي هدف سياسي والتحريض بالخطب على ارتكاب جرائم وتكوين جمعية غير مرخّص فيها وحمل ومسك مستودع أسلحة وذخيرة..ليصدر ضده حكما بسجنه بقية العمر لكن بعد الثورة شمله العفو العام وغادر سجنه