في تطور مثير لقضية الفنان الكوميدي التونسي الهادي بن عمر، المعروف باسم ولد باب الله، أعلنت يوم أمس مصادر قضائية في تونس عن إحالته إلى القضاء بتهمة ترويج عملة مزيفة. وهذه هي التهمة الثانية التي توجَّه إلى بن عمر في ظرف أسبوع. كانت المحكمة الابتدائية ببنعروس (الضاحية الجنوبية للعاصمة) قد قضت يوم 4 فبراير الجاري بسجن ولد باب الله عاما سجنا نافذا وتغريمه بألف دينار بجريمة «حيازة مادة مخدّرة مصنّفة بالجدول ب». ويتعلق الأمر، حسب مصادر مقربة من محامي المتهم، بقطعة صغيرة من مخدّر «الزطلة» اكتُشفت «مصادفة» في درج سيارته خلال دورية «روتينية» كما قالت الفرقة الأمنية المختصّة التي تولّت إيقافه. وأنكر الفنان الهادي بن عمر، عند مثوله أمام القضاء، علاقته بتلك المادة المحجوزة واعتبرها عملية حبكتها أجهزة وزارة الداخلية. وطالب المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع في تونس في بيان حصلت «العرب» على نسخة منه «بإطلاق سراح بن عمر من دون شروط»، مرجحا «أن تكون العملية مفتعلة وهو أمر معتاد من جانب عناصر الأمن التونسي». وذكر المرصد في بيانه أن «جميع المراقبين يرجّحون فرضيّة الكيد البوليسي والقضائي خاصة أنه قد جرت العادة في تونس على أن تدين السلطة معارضيها بجرائم مخلّة بالشرف بدلا من اتهامهم بمعارضة النظام أو أن توجه إليهم تهما سياسية مثلما وقع مع المحامي محمد عبّو الذي اتُّهم بالاعتداء بالعنف على زميلته، والصحافي سليم بوخذير الذي أدين بجريمة «الاعتداء على الأخلاق الحميدة». كان الفنان الهادي ولد باب الله قد قام مؤخرا، في حفلة خاصّة في مدينة صفاقس (350 كم جنوب العاصمة)، بتقليد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ولقي التقليد رواجا كبيرا وتم تداوله بشكل واسع عبر الهواتف المحمولة. وهذا التسجيل هو الثاني لولد باب الله الذي يقوم فيه بتقليد رئيس الدولة، بعد تسجيله الأول الذي أوقف بسببه في الفترة بين 9 و11 مارس 2007، وتمّ حينها «الاعتداء عليه بالعنف الشديد ممّا دفعه إلى رفع قضية عدلية ضد أعوان الشرطة» كما جاء في بيان للمجلس الوطني للحريات حينها. يذكر أن الفنان الهادي بن عمر يعتبر من أبرز الكوميديين التونسيين وكانت له برامج في التلفزة وبرز خاصة من خلال برامج التقليد التي برع فيها بشكل كبير.