تونس في 19 فيفري 2008 تعرّضت السيدتان فاطمة قسيلة الكاتبة العامة للجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس (ومقرها بباريس) والسيدة سامية عبو عضوة الهيئة المديرة للجمعية التونسية لمناهضة التعذيب يوم الإثنين 18 فيفري 2008 إلى اعتداءات بالعنف الشديد من قبل أعوان الأمن بسوسة، فقد كانت السيدتان قسيلة وعبو تزوران عائلة السجين عماد بن عامر المحكوم عليه ابتدائيا بالإعدام في قضية ما يعرف ب " مجموعة سليمان " حين داهمتهما أعداد كبيرة من أعوان الأمن بالزي المدني داخل منزل تلك العائلة وأخرجتهما بالقوّة وتمّ جرّهما أرضا والإعتداء عليهما بالضرب بواسطة الأرجل وإسماعهما بذيء القول ونعتهما بنعوت لاأخلاقية إضافة إلى الإستيلاء على أوراقهما وخاصة على آلتي تصوير وتسجيل صوتي ونقود، وبعد تدخل هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسوسة تمّ إرجاع أوراق السيدتين فاطمة قسيلة وسامية عبّو، فيما أنكر مسؤولو الأمن أي استيلاء على آلتي التصوير والتسجيل أو النقود، وقد اصطحب أعضاء هيئة الفرع السيدتين قسيلة وعبّو إلى محطة سيارات الأجرة بسوسة لتعودا إلى تونس العاصمة. ولم تتوقف الاعتداءات عند ذلك الحدّ فعند وصول سيارة الأجرة ونزول السيدتين قسيلة وعبو استقبلتا بفاحش القول من طرف أعوان أمن كانوا بانتظارهما، وتمّ الاعتداء بنفس الطريقة على الأستاذ محمد عبو الذي كان في استقبال السيدتين العائدتين من سوسة. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبّر عن تضامنها الكامل مع السيدتين قسيلة وعبو والأستاذ محمد عبو تدين بأقصى شدّة هذه التصرفات الإجرامية وتطالب بمحاسبة الذين أمروا بها والذين نفذوها وإحالة كلّ من تثبت مشاركته في هذه الاعتداءات على القضاء، وتنبه مرّة أخرى إلى خطورة هذه الممارسات وإلى ما قد يؤدّي إليه إطلاق يد الأعوان للاعتداء على النشطاء دون رادع أو رقيب لما في ذلك من تجاوز للقانون وبثّ للرعب خاصة في صفوف المواطنين الذين يشاهدون تلك المظاهر المزرية ويستمعون إلى العبارات النابية التي تصدر عن أعوان من المفروض أن تكون مهمّتهم السهر على احترام القانون. شنّت جريدة " الحدث " الأسبوعية هجوما عنيفا وغير أخلاقي على السيدة سهير بلحسن رئيسة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، استعملت فيه عبارات بذيئة ومهينة، ويأتي هذا الصنيع في سياق الحملة التي تشنّها هذه الصحيفة منذ مدّة على عديد النشيطات والنشطاء السياسيين والحقوقيين والتي تستعمل فيها أبشع النعوت وأحطّ العبارات المنافية للأخلاق الحميدة والماسة بالأعراض. وقد طالت هذه الهجمات اللاأخلاقية السادة خميس الشماري وأحمد نجيب الشابي وخميس قسيلة وعبد الرزاق الكيلاني وعبد الرؤوف العيادي وسمير ديلو والمختار الطريفي وغيرهم. وقد بقيت الشكايات التي قدّمها بعض هؤلاء ضدّ هذه الصحيفة دون أي متابعة من السلطات القضائية فيما تواصل مختلف السلطات المعنية تجاهل ما يفرضه عليها القانون من إحالة مرتكبي جرائم الثلب وهتك الأعراض على القضاء. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تدين بشدّة استهداف السيدة سهير بلحسن وغيرها من النشطاء وتطالب السلطات القضائية بالقيام بواجبها في التحقيق فيما تقترفه هذه الصحيفة من أفعال يعاقب عليها القانون. أكدت عائلة السيد عبد الرحمان التليلي أنّه يواصل إضرابا عن الطعام منذ 16 جانفي 2008 بسجن المرناقية احتجاجا على ظروف سجنه وللمطالبة بإطلاق سراحه، وأعلنت والدته السيدة فاطمنة التليلي أرملة الزعيم النقابي والوطني أحمد التليلي دخولها في إضراب عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراح ابنها، وأكد الأطباء أنّ وضعها الصحّي وتقدّمها في السنّ (89 عاما) لا يؤهلانها لمثل هذا الإضراب الذي يمثّل خطرا بالغا على حياتها. ومعلوم أنّ السيّد عبد الرحمان التليلي حكم عليه سنة 2003 بتسع سنوات سجنا بتهم حق عام غير أنّ عديد المراقبين أكدوا حينها أن المحاكمة شابتها إخلالات خطيرة ولم تتوفر فيها شروط المحاكمة العادلة، وأنّ النشاط السياسي للسيد التليلي قد لا يكون غريبا عمّا حصل له. ويعاني السيد عبد الرحمان التليلي من عديد الأمراض المزمنة منها السكري وضغط الدم إضافة إلى تضاءل حاد في قدرته على الإبصار نتيجة تأثير تلك الأمراض على عينيه. والهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان تتطلع إلى إطلاق سراح السيد عبد الرحمان التليلي خاصة وقد قضى أكثر من نصف المدّة المحكوم بها عليه ممّا يرشّحه للتمتع بمقتضيات السراح الشرطي. وفي الأثناء تطالب بتحسين ظروف إقامته في السجن وتمكينه من العلاج المناسب بواسطة أطباء مختصّين يتمّ إشراك العائلة في انتدابهم. عن الهيئة المديرة الرئيس المختار الطريفي الثلاثاء 19 فيفري - شباط 2008