مع دخول موسم التخفيضات الشتوي أسبوعه الثاني أخذت جذوة الحركة التي ميزت الأسبوع الأول تنطفئ شيئا فشيئا خاصة مع ارتفاع شكاوى الزبناء من تدني المعروضات وشكوكهم في صدقية التخفيضات التي يعرضها التجار. وانطلق في مطلع فبراير الجاري موسم التخفيض الشتوي الذي يستمر شهرا. وقد سبقته حملة إعلانات غير مسبوقة شملت جميع المتاجر على اختلافها، من ملابس جاهزة وأدوات الكترونية وأدوات الطبخ والمفروشات والأثاث حتى أن إحدى شركات تأجير السيارات انخرطت في مهرجان التخفيض التجاري هذا. وحسب نعيمة بن رقية فإن التجار "لم يتخلوا عن ألاعيبهم السابقة إذ يعمدون إلى إخراج سلعهم التي عفا عليها الزمن ويطرحونها داخل معارضهم أيام التخفيض". أما مروان بلحاج علي فقد أكد أنه غنم من التخفيض بذلتين أنيقتين بنصف السعر مؤكدا أنه على المستهلك أن يكون واعيا ومتيقظا هذه الأيام "والفرص ليست معدومة كما ترون فهناك تجار جيدون وآخرون سيئون والزبون بإمكانه أن يميز بين الاثنين". لا يمكن التعرف على العدد الحقيقي للمخالفات التي سجلت خلال الموسم الحالي ولكن حسب أرقام رسمية نشرتها وزارة التجارة فإن مصالح المراقبة سجلت خلال السنة الماضية أكثر من مائتي مخالفة تتعلق بالمخادعة أو التلاعب بنسب الإشهار. وفي تصريح لمغاربية، قال الحبيب العجيمي، عضو جمعية الدفاع عن المستهلك، إن المنظمة سجلت عدة شكاوى تقدم بها العديد من المواطنين حول تلاعب بعض التجار". وحسب العجيمي فإن الشكاوى تراوحت ما بين التذمر من التخفيضات الوهمية والسلع التي بها عيوب ورفض بعض التجار تحمل بعض الخدمات التي يقدمونها في الأيام العادية مثل تقديم شهادة الضمان للسلعة أو الالتزام بالخدمة ما بعد البيع ويهم هذا الأجهزة المنزلية". وحسب تقرير صدر نهاية العام الماضي عن وزارة التجارة والصناعات التقليدية فإن مصالح المراقبة الاقتصادية سجلت خلال عام 54 شكوى لصناعيين تونسيين تضرروا من تقليد سلعهم ويهم التقليد بالأساس الصناعات الغذائية ومواد التنظيف والتجميل . وليس تلاعب التجار هو السبب الوحيد في تراجع حمى الشراء؛ بل كان للوضع المادي لغالبية العائلات التونسية في مثل هذا الوقت من الشهر دور كبير. يقول مراد بن علية وهو إطار في إحدى المؤسسات الخاصة "العائلات التونسية مطالبة بملازمة الحذر في مثل هذا الوقت" فأغلبية العائلات تجاهد لكي لا تسقط في التداين فالمرتب لا يكفي لمسايرة حالة الاستهلاك التي يمر بها المجتمع التونسي ليس سرا أن يستهلك التونسي ضعف مرتبه على حاجياته ويغطي الفارق بالتداين". ويوم الجمعة 15 فبراير نقلت صحيفة الشروق اليومية عن جميل بن ملوكة رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة بتونس أن موسم التخفيضات الشتوي يستعد بعد مرور نصف شهر على انطلاقه إلى تخفيض يتراوح بين 20 و50 بل 80 في المائة". وحول التجاوزات التي اشتكى منها العديد من الزبناء، أكد بن ملوكة أن "هناك بعض الدخلاء غير منخرطين في الاتحاد يسببون عند كل دورة في خلق بلبلة في موسم التخفيض". بن ملوكة أشار إلى"أن شفافية التجار هي أكبر ضمان لجلب الزبون والثّقة المتبادلة هي التي تدفع "التخفيض" إلى النجاح ليصبح في مستوى نظيره بالدول المتقدّمة".