تونس- الصباح: بعد مطالبات التجار والمهنيين بالتمديد في موسم التخفيضات الشتوية الى غاية موفى شهر مارس على الأقل،استجابت وزارة التجارة والصناعات التقليدية لهذا الطلب وقامت بالتمديد في فترة "الصولد" الشتوي بأسبوعين إضافيين لتمتد هذه التظاهرة التجارية إلى يوم 31 مارس الجاري عوضا عن 15 مارس. وكان الإتحاد الجهوي للصناعة والتجارة فرع تونس تقدّم بطلب رسمي إلى الوزير المكلف بالتجارة مطالبا بالتمديد في موسم التخفيضات بنصف شهر على الاقل وهو ما تمت الاستجابة له. وقد انطلق موسم التخفيضات الجاري منذ غرة فيفري على ان يتواصل على مدى شهر ونصف الشهر.لكن يبدو ان الغاية من "الصولد" لم تتحقق بالشكل المطلوب والمامول. انطلاقة قوية ثم تراجع فقد عرف موسم "الصولد" الشتوي 2009 إنطلاقة قويّة من حيث كثافة الإقبال ورقم المعاملات المسجل، غير أنه وفي مراحله الأخيرة سجّل بعض التراجع والفتور لعدة أسباب. فقد اشتكى التجّار من قلة الاقبال ومن ضعف الحركية التجارية. وأعزوا ذلك لعدة أسباب أهمها الظروف المناخية التي عاشتها البلاد مؤخرا وخاصة البرد الشديد والأمطار التي جعلت المواطن يعكف في البيت ولا يتردد على المحلات التجارية الى جانب الوضع المادي لبعض العائلات وتعدد مصاريفها والتزاماتها الأخرى. أما المستهلك فالى جانب تأكيده لما جاء على لسان التجار فانه أضاف لذلك عدم وجود ما يستحق الذكر من بين المعروض متهما التاجر بعرض السلع القديمة التي لم تجد الرواج المطلوب خارج موسم الصولد والاكتفاء بتخفيض ضعيف -إن وجد- على الملابس الجديدة التي تحمل بصمات الموضة. اجماع بين المهنيين والمستهلك والاجماع حاصل بين التجار والمهنيين على أن موسم التخفيضات الحالي لم يكن كسابقيه وأن الحركة التجارية طيلة الشهر والنصف السابقة لم تكن مكثفة حيث ظلت اغلب السلع مكدسة ولم يسجل التجار رقم معاملات هام رغم اهمية نسب التخفيضات.ولم تسجل محلاتهم توافد الزبائن بالشكل المتوقع. وكانت مصادر من وزارة التجارة اكدت أن التمديد في موسم التخفيضات ليس سابقة بل أن التمديد تم العمل به في فترات سابقة وكلما اقتضت الضرورة ذلك وكلما طالب المهنيون بذلك. وأضاف بان قرار التمديد من شأنه إعطاء دفع جديد للحركة التجارية ويقدم خدمات للتاجر والمستهلك على حد السواء خاصة ان عديد الظروف حالت دون السير العادي لموسم التخفيضات الشتوية 2009 وأهمها الشتاء الاستثنائي الذي شهدته البلاد والذي تميز ببرودة شديدة وتهاطل يومي للامطار... وأضافت مصادرنا أن المهنيين رغبوا في استغلال العطلة المدرسية لفصل الربيع والتي تعطي فرصة اكبر للعائلات وخاصة منها الوافدة على العاصمة من داخل الجمهورية لإقتناء حاجياتها من ملابس وأحذية وغير ذلك من المنتوجات المروجة بتخفيضات هامة. واضاف أنّ قرار التمديد في موسم التخفيضات الدورية سيساهم في دفع الحركة التجارية مما سيعود بالنفع على التاجر والمستهلك وسيمكن المهنيين من عرض ملابس الربيع والصيف والانطلاق في ترويجها في ظروف مادية طيبة. مشاركة هامة، ولكن.. ويذكر ان موسم التخفيضات الحالي سجل مشاركة حوالي 1243 مؤسسة تجاريّة ممثلة في 1848 نقطة بيع في كامل تراب الجمهوريّة. وتوزعت المحلات المشاركة في "الصولد" على تونس العاصمة التي كانت لها النسبة الأعلى من المشاركة ب 774 نقطة بيع ممثلة ل 451 مؤسسة تجاريّة .و تراوحت نسب التخفيض المعلنة في تونس العاصمة ما بين 20 و80%. واحتلت ولاية أريانة المرتبة الثانية ب 397 نقطة بيع وتراوحت نسب التخفيض المعتمدة ما بين 20 و80% كذلك . وتأتي في المرتبة الثالثة ولاية سوسة ثم صفاقس ثم بنزرت ... وشاركت جميع ولايات الجمهورية في موسم الصولد باستثناء ولايتي باجة وتوزر. وبالنسبة إلى التوزيع القطاعي للمشاركات، فان النسبة الأعلى كانت كالعادة لقطاع الملابس الجاهزة (842 تاجرا) يليه قطاع الأحذية (280 مشاركة) هذا الى جانب مشاركات أخرى ضعيفة ومحتشمة في قطاعات التجهيزات الالكترونية والأثاث المنزلي والعطور ومواد التجميل والنظارات.