أدى الرئيس التونسى زين العابدين بن على الأربعاء زيارة إلى سجن المرناقية القريب من العاصمة تونس انعقد على إثرها مجلس وزارى خصص للنظر فى معالجة بعض الجوانب المتعلقة باوضاع السجون، كما استمع المجلس الى عرض حول وضعية السجون من حيث عدد المساجين والبنية الاساسية والمرافق وبرامج الاصلاح والتاهيل وكذلك حول موضوع الايقاف قبل المحاكمة. واتخذ المجلس الوزارى جملة من القرارات، قالت وكالة الأنباء الحكومية إنها هدفت إلى إحكام منظومة السجون، وأضافت أن المجلس الوزارى قرر ما يلي: - بالنسبة إلى المساجين المبتدئين توسيع امكانيات ابدال عقوبة السجن بعقوبة العمل لفائدة المصلحة العامة وذلك كلما تعلق الامر بجرائم لا تمثل خطورة على المجتمع. - مراجعة القانون المتعلق بالصلح بالوساطة الجزائية لتدعيم امكانيات الصلح مع الحفاظ على حقوق المتضرر. - تدعيم امكانيات العفو التاهيلى لمضاعفة عدد المنتفعين وانشاء مراكز جديدة للتكوين داخل الوحدات السجنية. - التعمق فى دراسة أسباب العود للجريمة واقرار برامج ادماج ومتابعة خاصة للحد من هذه الظاهرة. - متابعة أوضاع الموقوفين قبل المحاكمة بما يضمن عدم تجاوز المدة القانونية للايقاف التحفظى ومراجعة القانون ذى العلاقة لضمان اتمام التحقيق بدرجتيه فى اقصر الاجال. من جانب آخر أكد الرئيس التونسى على أهمية متابعة المساجين المسرحين ومساعدتهم على الاندماج فى الحياة الاجتماعية ضمانا لتوازنهم النفسى والعائلى وبما يحد من ظاهرة العود. ولمقاومة هذه الظاهرة أكد بن على الحرص على الإحاطة الاجتماعية والنفسية بمن زلت بهم القدم وضرورة دراسة أسباب العود إلى السجن والاهتمام بالمساجين المسرحين بما ييسر اندماجهم فى المجتمع ويكرس البعد الإصلاحى للمؤسسة السجنية. وكان الرئيس زين العابدين قد قام صباح الاربعاء بزيارة إلى سجن المرناقية الذى يعد معظم نزلائه من الموقوفين فى انتظار محاكمتهم. وقالت وكالة الأنباء التونسية إن الرئيس بن على "تعرف من خلال عرض بيانى على مختلف مكونات وأقسام هذا السجن وما يقدمه من خدمات صحية واجتماعية وثقافية ورياضية لنزلائه مستفسرا بالخصوص عن أصناف المساجين وأسباب انحرافهم ومدى تواصلهم مع أسرهم واندماجهم فى الحياة الاجتماعية بعد استفادتهم من برامج التأهيل والتكوين المهنى فى عديد الاختصاصات". وأضافت الوكالة "أولى رئيس الدولة اهتماما خاصا بنسبة العود الى الانحراف وأسبابه وما يبذل من جهود على مستوى الرعاية الاجتماعية والإحاطة النفسية لاسيما بالنسبة الى الشبان". كما أكد فى ذات السياق على أهمية تكثيف الخدمات المساعدة على ضمان تواصل المساجين مع المحيط الخارجى وايلاء عناية خاصة كذلك بالتوعية ومحو الأمية عن طريق البرامج التثقيفية وتعليم الكبار. وأكد المصدر أن الرئيس بن على اطلع خلال الزيارة على ظروف إقامة المساجين وما يتلقونه من تدريب وتكوين وتثقيف بالورشات وقاعات الدروس والمطالعة ومن خدمات رياضية وصحية فى الوحدات المجهزة للغرض والتى يتولاها اطباء متفرغون ومتعاونون، كما كانت الزيارة مناسبة ايضا تعرف خلالها الرئيس التونسى على بعض الحالات من المساجين واصناف الجرائم التى ارتكبوها ومدة ايقافهم، كما جدد حرصه على متابعة مختلف هذه الجوانب قصد معالجتها وتوفير العوامل الملائمة لاعادة ادماج المساجين فى الحياة الاجتماعية. وفى ذات السياق التقى الرئيس زين العابدين بن على على جمعية إدماج المساجين المفرج عنهم وذلك خلال لقائه رئيس هذه الجمعية حمادى بن سدرين، وأوصى بن على خلال هذا الاجتماع بتامين اندماج المساجين المفرج عنهم من خلال مساعدتهم على توفير مواطن الرزق. وعبر بن على عن "تقديره لما تبذله جمعية ادماج المساجين المفرج عنهم من جهود ترسيخا لثقافة التآزر والتضامن بين مختلف فئات المجتمع مؤكدا ضرورة توفير ظروف العمل الملائمة لفائدة هذه الجمعية حتى تقوم بدورها الانسانى على افضل وجه"، بحسب ما جاء فى وكالة الانباء الحكومية.