قدم مطربان أحدهما من تونس والثاني من اسرائيل حفلا مشتركا لأول مرة على هامش احتفال يهودي يُقام حاليا في معبد الغريبة بجزيرة جربة التونسية الذي يقول اليهود انه ثاني أقدم المعابد اليهودية بعد القدس. وقدم المغني الاسرائيلي يوسف الطيب مع التونسي حسين العفريت حفلا مشتركا أمام مئات اليهود الذين قدموا الى جربة للمشاركة في الاحتفال. ويشارك أكثر من ستة آلاف اسرائيلي هذا العام في الاحتفالات بمعبد الغريبة اليهودي والتي بدأت يوم الخميس وتستمر يومين بمشاركة عدد من الشخصيات من بينها دافيد طال عضو الكنيست الاسرائيلي. وخلال الحفل الذي أقيم ليل الأربعاء غنى يوسف الطيب عددا من أشهر الأغاني العربية لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ إضافة الى أغنية فايزة أحمد "أنا قلبي ليك ميال". واشترك الطيب مع العفريت وهو مغني تونسي معروف في اداء أغنية سيرة الحب لأم كلثوم قبل ان يردد العفريت الأذان بينما اكتفى الطيب بقول الله أكبر. كما ردد الطيب أغنية "جارب حمودة" للتونسي أحمد حمزة قبل ان يؤدي أغنية التعليلة الشهيرة التي تتردد في كل الافراح في تونس وسط تفاعل الحاضرين الذي ينحدر أغلبهم من أصول تونسية. ويفتخر يهود تونس بأنهم يمتلكون تراثا موسيقيا متميزا حيث نال كثيرون من الفنانين اليهود التونسيين الشهرة ومنهم رؤول جورنو وميشال بوجناح. وعدد اليهود في تونس يبلغ نحو ألفين يقيم أغلبهم في جربة. وكان عددهم نحو مئة الف شخص قبل انشاء دولة اسرائيل عام 1948 موزعين أساسا بين جربة ومنطقة تونس العاصمة. وغادر معظمهم تونس بعد الاستقلال عام 1956 في موجات تزامنت بشكل خاص مع الحروب العربية الاسرائيلية وتوجهوا اساسا الى فرنسا واسرائيل. وقال يوسف الطيب مخاطبا الحضور "هذه أول مرة أجيء فيها الى تونس وأتمنى ان أعود اليها." وليس لتونس علاقات دبلوماسية مع اسرائيل لكنهما تبادلتا في عام 1996 فتح مكتبين لرعاية المصالح وعينت كل منهما "مندوبا دائما" فيه. وأُغلقت هذه المكاتب في أكتوبر تشرين الاول عام 2000 بمبادرة من تونس احتجاجا على الإجراءات القمعية للجيش الاسرائيلي ضد الانتفاضة الفلسطينية. من طارق عمارة