انتهت زيارة معبد "الغريبة" اقدم كنيس يهودي في افريقيا الجمعة بعد يومين من اداء آلاف اليهود شعائرهم وسط اجواء من الفرح في جزيرة جربة التي تقع على بعد 500 كلم جنوب شرقي العاصمة التونسية. ووسط اجراءات امنية مشددة امضى نحو ستة آلاف يهودي قدموا بالخصوص من فرنساوتونس واسرائيل فترة الزيارة بين الصلاة والاحتفال منتقلين بين التعبد في الغريبة والترفيه والرقص والغناء في كازينو جربة. وبلغ التأثر مداه حين ارتفع صوتا الفنان التونسي المسلم حسين العفريت والاسرائيلي يوسف الطيب للتكبير باللغتين العربية والعبرية في دويتو رددا خلاله "الله اكبر" و"شيما اسرائيل" او حين اديا اغاني لكوكب الشرق ام كلثوم. وقالت جليلة المسلمة التي قدمت من نابل (60 كلم جنوبي العاصمة) لتحتفل مع صديقة طفولتها اليهودية بالمناسبة "هذا ساحر". كما اسهم في احياء الاحتفالات التي تعرف ب "الهيلولة" المغني التونسي المعروف محمد الجبالي وذلك بالخصوص من خلال البومه "خليني جنبك". وعلقت مونيك حايون التي كانت اطلقت العديد من المواقع الالكترونية اليهودية بينها غريبة.كوم وهي تتذوق المشاوي والجعة في مبنى ملاصق للمعبد حيث كان الحاخامات يطلقون آخر دعواتهم "انه نجاح حقيقي". وفي مجموعات صغيرة يتدفق الزوار لاداء صلاة اخيرة موقدين شمعة اخيرة او يعدون آخر شعيرة لاختتام "الهيلولة" التي جرت بلا حوادث قبل راحة يوم السبت. ويعتبر الزياح ودوران الزوار حول المنارة قمة الزيارة السنوية للغريبة ويتم تعليق اغطية للراس معقودة في المنارة بعدد الامنيات المعبر عنها في مجالات الصحة والسعادة والانجاب وغيرها. ورددت ايزابيل الزوجة الباريسية ليهودي مولود في جربة "من اجل شقيقي المعاق وصديقتي المصابة بالسرطان وابني ..". ويبدأ الزياح او الطواف من الغريبة وسط الاغاني التقليدية وزغاريد النساء قبل ان ينتهي بادخال المنارة الى المعبد. ويباع امتياز ادخال المنارة بالمزاد العلني لفائدة صندوق الطائفة اليهودية في جربة. ويتكرر هذا الطقس منذ 180 عاما في جربة بحسب ما يؤكد رئيس لجنة الغريبة الذي يعتبر المنشط الرئيسي للزيارة. واوضح بيريز طرابلسي ان هذا الطواف كان في الاصل يهدف الى جمع ما يكفي من الزيت من السكان لابقاء فوانيس معبد الغريبة مضاءة. واضاف لوكالة فرانس برس ان الزيارة كانت تشمل حينها فقط يهود تونس وليبيا وكانت تشكل للشبان فرصة نادرة للعثور على شريكة حياة بين الشابات اليهوديات. واعرب طرابلسي عن "سعادته" لاستقبال زوار قدموا للمرة الاولى مثل كبير حاخامات برلين ابراهام داوس وآخرين يأتون باستمرار مثل عميدة يهود ليبيا المقيمة في ايطاليا توني فلاح. وقال الايطالي فيلو "لقد طردنا (الزعيم الليبي معمر) القذافي. وتونس تتيح لنا استنشاق اجواء البلاد". وايده في ذلك مواطنه خلدون تحت انظار عناصر الشرطة الذين كانوا يراقبون سير المراسم في الغريبة التي شهدت في 11 نيسان/ابريل 2002 اعتداء داميا تبنته القاعدة. واشاد غابريال كابلا رئيس جمعية اليهود التونسيين في فرنسا ب "الرؤية الصحيحة" للحكومة التونسية وب "ارادتها في دعم استمرار زيارة" الغريبة. ويستقبل معبد الغريبة الذي تقول الاسطورة انه يعود الى 2500 عام سنويا بين 14 و18 من شهر ايار/مايو بحسب التقويم اليهودي القمري احفاد اليهود الذين فروا من القدس بعد تدمير الملك البابلي نبوخذ نصر هيكل سليمان بحسب المعتقد اليهودي. وكان عدد اليهود في تونس نحو مئة الف شخص قبل انشاء دولة اسرائيل عام 1948 موزعين خصوصا بين جربة ومنطقة تونس العاصمة. وغادر معظمهم تونس اثر الاستقلال في 1956 في موجات ترافقت خصوصا مع الحروب العربية الاسرائيلية وتوجهوا خصوصا الى فرنسا واسرائيل.