أكد الشيخ ضو مسكين، الكاتب العام لمجلس الأئمة الفرنسي، فور إطلاق سراحه الجمعة 23-6-2006 أن اعتقاله جاء نتيجة "تسخينات انتخابية" من جانب جهات تستخدم الإسلام وممثليه في فرنسا ل"كسب أصوات الناخبين". ورجح الشيخ مسكين في تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين.نت" اليوم السبت 24-6-2006 "أن يكون السبب الأساسي لاعتقاله هو اللعب مجددا على وتر التخويف من الإسلام بفرنسا من قبل جهات لها غاياتها الانتخابية"، فضل عدم تحديدها بالاسم. كما نفى صحة الاتهامات الموجهة إليه، قائلا: "مستعد للكشف عن مصدر كل قرش أملكه منذ دخلت الأراضي الفرنسية وحتى اليوم". وأفرجت السلطات الفرنسية عن الشيخ مسكين مساء الجمعة مع بقائه تحت "المراقبة القضائية" إلى حين استكمال التحقيق حول مصدر الأموال التي بحوزته، والتي قال المحققون إنها تأتي من منظمات خيرية خليجية لم يحددوها. للمرة الثالثة وأضاف مسكين "يتم اعتقالي ومثولي أمام القضاء في كل مناسبة انتخابية، فهذه المرة الثالثة التي يترافق فيها اعتقالي باستعدادات للانتخابات الفرنسية القادمة وسط محور طاغٍ، وهو التخويف من الإسلام والمسلمين، واستعمال شماعة الإرهاب كطريقة لكسب أصوات اليمين". وتستعد فرنسا للانتخابات التشريعية والرئاسية في منتصف 2007؛ حيث يمثل ملف "الهجرة والتخويف من الإسلام" أحد الملفات التي يعتمد عليها اليمين واليمين المتطرف لجلب أصوات الناخبين. وكان اتحاد المنظمات المسلمة في المنطقة 93 قد اعتبر في بيان أصدره بعد اعتقال الشيخ مسكين أن الأمر يتعلق بدعم أصوات اليمين المتطرف. وجاء في بيان المنظمة أن أعمال مثل توقيف رمز في الأقلية المسلمة كالشيخ مسكين أكسب الشرعية لخطاب اليمين المتطرف الذي كرر مرارا معزوفة "التخويف من خطر الإسلام". وحول فترة إيقافه طيلة خمسة أيام، قال مسكين: "عاملونا باحترام، ولما مثلت أمام القاضي سألني عن منظمات إرهابية وأشخاص، وسألني عن علاقتي بهم، وهو أمر أثار دهشتي من الخلط ورمي الناس بالتهم جزافا دون أي تحرٍّ". ووجه الكاتب العام لمجلس الأئمة الفرنسي التحية لكل من سانده في فترة اعتقاله، ومن بينهم المسئولون المحليون في الضاحية الباريسية سانت ديني، حيث يقطن وينشط كإمام في مسجد "كليشي سو بوا"، وفي مقدمتهم رئيس البلدية فضلا عن المنتخبين عن المجلس البلدي ونواب يمثلون المنطقة في الجمعية الوطنية الفرنسية. "النجاح" ماضية وعن فترة ما بعد إطلاق السراح، قال الشيخ ضو مسكين: لا أستبعد أن أتابع قضائيا كل الصحف التي ساهمت في تشويه صورتي وصورة المدرسة عن طريق ترويج تهمة الإرهاب. وأكد مسكين أن مدرسة النجاح ستواصل عملها كما كانت عليه في السابق. وتنظم مدرسة النجاح التي يديرها الشيخ ضو مسكين اليوم السبت حملتها السنوية المعروفة بالأيام المفتوحة، وفيها تستقبل سكان منطقة 93 من أجل تعريفهم بالأدوار التي تقوم بها المدرسة بغرض تشجيعهم على الالتحاق بها في السنة الدراسية المقبلة. واعتقل الشيخ ضو مسكين وأربعة عشر شخصا من المقربين إليه ومن ضمنهم نجله "مالك مسكين" يوم 19-6-2006، ووقع التمديد في فترة الإيقاف التحفظي له وابنه لمدة 48 ساعة من أجل التحقيق في مصادر أموال استخدمها في بناء مركز إسلامي في شمال فرنسا. وحل الشيخ مسكين بفرنسا في أوائل ثمانينيات القرن الماضي قادما من تونس، وساهم في تأسيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا. وفي عام 2001 أسس الشيخ مدرسة النجاح التي تختص بتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية. كما ساهم في تأسيس المجلس الفرنسي للأئمة، الذي يضم حوالي 400 إمام، ونصب كاتبا عاما له. ويعرف عن الشيخ ضو مسكين تأثيره في الأقلية المسلمة إلى الحد الذي دفع بوزير الداخلية نيكولا ساركوزي إلى استقباله مرتين للتشاور معه فيما يتعلق بملفات الأقلية المسلمة.