لقد حزنت حزنا كبيرا عندما طالعت المقال الأخير في مدونة ضفاف للزميل الأديب والناقد المتميز،المناضل المجتمعي المتألق الأستاذ فوزي الديماسي باطلاعي على وجه آخر أو خصلة أخرى من خصال سلطة الانتداب البلدي لمدينة قصرهلال التي أثبتت من خلال هذه الخطوة بأنها صنيعة وملكية حصرية للتجمع الدستوري الديمقراطي واحدى أدواته المكرّسة للتصحر والفراغ وتعجيل السقوط،وليست كما يدّعى ملك للمواطنين دافعي الجباية المحلية؟؟؟ صورة الحادثة أوقل الفاجعة المعبّرة والتي مرّت مرور الكرام برغم خطورتها ورمزيتها في الكشف عن الأفق الضيّق بل المسدود ،والممارسات الشائبة والشائنة للهيئة البلدية العتيدة أن الأستاذ رشيد الشملي الأستاذ في كلية الصيدلة بالمنستير،والمناضل الحقوقي والمجتمعي،المنتسب الى احدى الحركات السياسية الممثلة في البرلمان وهي حركة التجديد،المسؤول عن فرع رابطة حقوق الانسان بالمنستر والمعروف بمواقفه المتميزة عبر مسيرته المهنية والنضالية على حد سواء والذي يفتخر به كل أهالي قصرهلال لأنه علم من الأعلام المشهود لها داخليا وخارجيا تقدّم للهيئة البلدية بطلب الحصول على قاعة الجلسات البلدية بتاريخ يوم25 ماي2008 لتنظيم ندوة أو نشاط يحمل عنوان أزمة الغذاء العالمي وانعكاساتها على المقدرة الشرائيةفلم تكلّف هذه الهيئة برغم رفعها لذلك الاطار الذهبي المتوفر في بهو ومدخل كل الادارات التونسيةادارة تلتزم بخدمة المواطن لم تكلّف نفسها لكثرة مشاغلها ومشاريعها التي لا تدخل تحت حصر بجوابه عن مطلبه،واعتبر الأمر كما لم يكن.ولعل صاحب الامتياز في هذا الموقف هما عديلتا هذه الهيئة وهما معتمدية المكان وخاصة جامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال التي تريد الرجوع بمدينة2مارس1934 الى عصور ما قبل التاريخ والى العصر الحجري؟؟؟ والمضحك المبكي بامتياز في هذه الفضيحة أو المؤامرة أن هذه الهيئة المنصّبة من قبل التجمع الدستوري قد عيّنت نشاطا لذات اليوم وفي ذات القاعة من خلال دعوة فوج الكشّافة بقصرهلال برغم وجود ناد للكشّافة يمكن أن يحتضن النشاط ،دعوته لتنشيط ورشة رسم تحت عنوانالنظافة جهد يومي متواصل،ونقول لهذه الهيئة البلدية المشحونة المواقف الكترونيا من جامعة التجمع بقصرهلال أن نظافة الشوارع والساحات والأرصفة ومداخل المدينة لم تعد مشكلة لدينا لأننا تعودنا اهمالها والتفويت فيها لبعض مقاولي التنظيف غيرذوي ضمير،ولكن المشكلة كل المشكلة هي نظافة العقول التي تشرّع اقصاء الآخر وتحرمه من النشاط في مرفق بلدي عمومي هو ليس ملكا لجامعة التجمع الدستوري بقصرهلال بل هو ملك لدافعي الضرائب بكل ألوانهم حتى تلك التي لا يرضى عنها التجمع ؟؟؟ وطالما أن هذه الهيئة التي لا يتحمّل أهالي قصرهلال وصولها الى مكانها ولا مسؤولية أخطائها وانحرافاتها وزلاتها المشحونة تجمعيا فان المطلوب من هذه الهيئة البلدية العتيدة ونسجا أو تناغما مع موقفها المشين والمهين وغير المبرّر،المطلوب منها تقسيم مواطني قصرهلال بحسب انتماءاتهم السياسية فلا تطالب سوى التجمعيين وحدهم بدفع الجباية المحلية طالما أن التجمع الدستوري وجامعته بقصرهلال هما صاحبي الامتياز في استغلال المرافق العمومية؟؟؟ان هذه الحادثة التي يمكن أن يعتبرها بعضكم من ضمن المتفرقات غير المثيرة للانتباه فهي تكشف برغم ذلك عمق النكبة والأزمة المفروضة،وعمق ورسوخ التحجر وخطورة الاقصاء الذي يمارسه الثالوث الماسك بزمام الأمور والذي لايلتزم حتى باللوائح والخطب الرسمية المعلن عنها في مختلف المنابر مما يكشف عن تعددية خطيرة للمعايير لدى هذه الأطراف المكرّسة للجمود والتصحر والسقوط الذي لارجعة بعده؟؟؟ هذه الحادثة على سلبيتها وقبحها هي فرصة للمجتمع المدني الحقيقي حتى يشمّر عن ساعد الجد وينفض عنه غبار التواكل والخوف والقبض على زمام المبادرة استعدادا للانتخابات،الانتخابات التشريعية لسنة2009 والانتخابات البلدية لسنة2010 ليكوّنهيئة انقاذية لمدينة قصرهلال تشمل مثقفي ومبدعي قصرهلال ،ومناضليها الحقوقيين والمجتمعيين حتى لا تبقى الساحة حكرا على مكرّسي الاقصاء الغاء للآخر أي حكرا على جامعة التجمع بقصرهلال الملتزمة على الدوام بتكريس الرأي الواحد واللون الواحد ،فحبّذا لو وزعت علينا بطاقات هوية جديدة موحّدة،وألزمتنا بلباس واحد مرخّص له مسبقا حتى لا نقع في المحظور،حتى نصبح جميعا رعايا لجامعة التجمع بقصرهلال دون غيرها من القوى الحية من البلاد حتى تلك المعترف بها والممثلة في البرلمان الذي لا تعترف بتعدديته جامعة التجمع وعديلتيها -ملحقتيها معتمدية وبلدية قصرهلال؟